السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبائي الكرام
سؤالي إليكم أحبائي يدور حول موضوع أراه غاية في الأهمية ... وهو العلاقة بين الحرية واحترام النفس
هذا السؤال .. خطر على بالي .. أثناء تعقيبي على أحد الموضوعات الهامة لأختنا الغالية مصرية .. بعنوان : الحب أعمى
وتطرقت في تعقيبي .. إلى النقاط التالية
--------------------------------
كثيراً مأ أسأل نفسي .. هل الحب دائماً أعمى ؟
ألا يمكن للحب أن يكون مبصراً ..
ألا يمكن للحب .. أن يكون هادياً
نعم .. يمكن للحب أن يكون مبصراً .. وهادياً
به نبصر مواضع أخطائنا .. وعيوبنا .. ونقائصنا ..
به نلتزم باحترامنا لأنفسنا .. ولمن نحبهم
أستأذنك أختي في أن أستعيرهذه المقولة الجميلة لكِ
احترامنــا لأنفسنا .. احترام للآخرين
وهكذا يكون الحب مبصراً .. وواعيا .. وراقياً أيضاً..
قد نكون في حاجة إلى مناقشة العلاقة بين الحب .. واحترام النفس
أو بصفة عامة .. بين الحرية .. واحترام النفس
إن شاء الله أفكر في الموضوع .. وأطرحه عليكم في سؤال
---------------------------------
ومن هنا أحبائي .. أبدأ في طرح الســؤال على حضراتكم ..
نعلم جميعاً أحبائي .. أن الحياة هي شبكة متداخلة من العلاقات بيننا وبين الآخرين
هذه العلاقات هي هامة وضرورية لنا ولهم .. ولايمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال
وكل علاقة لها طرفان .. كلاهما يؤمن بالحرية .. ويتوقع من الطرف الآخر التزام حد احترام النفس
والبعض .. وإن كان بالفعل قليل .. يلزم نفسه أيضا باحترام النفس .. ويؤمن بحرية الطرف الآخر
ولكن وللأسف الشديد .. فالبعض الآخر .. لايلزم نفسه باحترام النفس .. ولا يؤمن بحرية الطرف الآخر
للأسف .. استشرت في المجتمع في الآونة الأخيرة بعض المبادئ السيئة والمقيتة .. منها الأنانية .. وعدم الاكتراث بمشاعر الآخرين
..
وهذا هو أحبائي ما أريد تناوله هنا
الإسراف في ممارسة الحرية بأنانية دون اعتبار لمشاعر الآخرين
دعونا أحبائي نضرب بعض الأمثلة الحية .. على حتمية ارتباط الحرية باحترام النفس ..
أنا في بيتي مثلا .. أو في سيارتي .. من حقي أن أستمتع بسماع ما أشاء .. هذه بالطبع هي الحرية
ولكن احترامي لنفسي .. يحتم ألا أزعج الآخرين بما أستمع .. وأن ألتزم بخفض مصدر الصوت حتى يكون على قدري فقط..
في وسائل المواصلات .. من حقي أن أبحث عن راحتي بالجلوس على اي مقعد متاح
ولكن احترامي لنفسي يلزمني بأن أتنازل عن هذا المقعد لسيدة مسنة أو شيخ كبير أو سيدة حامل أو تحمل على ذراعيها طفلاً أو شخص مريض
عند مناقشة أي موضوع مع أي إنسان .. من حقي أن أعبر عن رأيي بكل حرية
ولكن احترامي لنفسي .. يلزمني بأن أستمع بصبر وهدوء لآراء الآخرين .. وأن أحترم رأيهم عند الاختلاف .. وإن أحسست أنهم
على صواب لا أكابر ولا أعاند
من حقي أن أحب من أشاء كيفما أشــاء
فإن بادلني حباً بحب .. فلا أجمل من ذلك ولا أروع
ولكن إن لم يكن يبادلني مشاعري .. فاحترامي لنفسي يلزمني باحترام اختياره .. وألا أمارس الضغوط عليه بكل وسيلة .. وألا أطارده بإصرار وصفاقة ..مستغلاً صبره وطولة باله أسوأ أستغلال .. متناسياً أنه يتوقع مني احترام إنسانيته كما هو يحترم إنسانيتي
من حقي التمسك أن تطيعني زوجتي فيما أمرها الله
ولكن احترامي لنفسي يلزمني بأن أعاملها بالمودة والرحمة والاحترام والبعد كل البعد عن أي ظلم أو إهانة
من حقي أن أستمتع بنعم الله التي وهبها لي
ولكن احترامي لنفسي يلزمني بعدم الإسراف وأن أتقي الله في الفقراء والمساكين
هذه الأمثلة أحبائي .. كانت على سبيل المثال وليس الحصر
والآن أحبائــــي .. في رأيكم
ماهو الســـبيل الأمثل .. لكي يوزان الإنسان في كل الأحوال .. بين حريته .. وبين احترامه لنفسه
في رأيي المتواضع أحبائي .. أن السبيل ربما يكون باتباع هذا المبـدأ الجميـــــل : ( حب لأخيك ماتحب لنفسك) ..
في انتظار آرائكم القيمة أحبائي
تقبلوا تحياتي وتقديري
ســـعيد القاضي