موضوع قرأته فى احد المواقع و أعجبنى جدا لكونه يتحدث عن كثير من احوالنا التى اصبحت لايرضى عنها احد و سلبيات عقيمه وتصرفات قبيحه يجب ان نخلص منها بأسرع ما يمكن و منها البصق في الشوارع
أمر مقزز للغاية أن ترى شخصاً يفعل ذلك وأن تسمع صوته وهو يتفل ويبصق بصوت مرتفع وبالإضافة إلى أنه أمر في غاية القذارة ويشوه من المظهر الحضاري للدولة، بل ويحط من صورة الشخص في أعين الآخرين فهو أيضاً يسهم في نقل الأمراض الصدرية الخطيرة حيث تنتشر الجراثيم في الجو لتصيب الأخرين وقد يتطور الأمر إلى وباء خطير.
ولا أعتقد أبداً أن 50 قرشاً ثمن مجموعة مناديل ورقية تحتوي تلك القاذورات ستؤثر على ميزانية المنزل مثلاً أو تستقطع من ميزانية أمور أخرى أكثر أهمية ونحن الذين ننفق سنوياً الملايين على الأمور التافهه كقزقزة اللب وشرب البانجو وغيرها.
قضاء الحاجة في الطرقات
ولا أريد أن أفصل فيها كثيراً.. بالطبع فالأمر لا يحتاج إلى المزيد من الإيضاح، وقد أصبح هذا الأمر من السمات المميزة للشوارع في مصر بل وللمصريين أنفسهم، والمسئولية في المقام الأول والأخير في هذا الأمر تعود إلى سلطات المحافظة حيث لابد من توفير عدد الحمامات العامة - الآدمية - والحرص على تنظيفها باستمرار، وبالطبع سترد سلطات المحافظة بأنها لا يوجد لديها ميزانية.
فأرد وأقول فليكتفي سيادة المحافظ بسيارتين واحدة له وواحدة للأسرة الكريمة ولا داعي لأن يحصل كل - محروس - على سيارة ولا يهم أن يتم تجديد وتحديث مكتب سيادته سنوياً ولا يهم إنشاء نافورة في كل بوصة يمر عليها سيادته طوال فترة خدمته والأهم .. مراقبة الفاسدين والمختلسين وسارقي الأموال العامة.
وبذلك تتوافر الميزانية .. للحمامات - لا مواخذة - وغيرها.
التدافع في محطات المترو
هل أصبح لدى كل المصريين هذه الأمور الشديدة الخطورة والمسئوليات الهائلة التي لا تسمح لأي واحد منهم أن ينتظر لقطار مترو الأنفاق التالي إذا وجد الأول مزدحماً؟
هل ستتأخر عجلة إنتاج صاروخ الفضاء الثالث عشر مثلاً أو القمر الصناعي الحادي والأربعين؟
بل هل سيتأثر العمل من الأصل بتأخر الموظف نفسه إلا إذا كان من هؤلاء الذين يعظمون من أهمية أنفسهم بلا داعي في جهاز حكومي مترهل يعد مرتعاً لكل من لا عمل له؟
لماذا لا نحرص على الاستيقاظ مبكراً أو قبل أن يحين موعد عملنا بوقت كاف لنصل إلى عملنا بكرامتنا ودون إهانة للنفس ودون أن تكون ملابسنا قد أخذت ألواناً مختلفة غير التي كانت عليها بفعل ما يحدث بسبب التدافع في المواصلات ؟
لماذا لا نحترم كبيراً أو عجوزاً أو طفلاً وندفع من أمامنا أياً من كان لنصل إلى باب المترو أو الاوتوبيس أو نقفز من نوافذ الميكروباص إلى الداخل؟
لم أر هذه الهمجية في أي مكان في العالم العربي أو العالم الغربي إلا في دول العالم الثالث أوالمتخلف كما يسمونه .. بالله عليكم .. قليل من الهدوء والتحضر واحترام الذات والآخرين.
التحرش الجنسي
وهي للأسف العادة التي أصبحت سمة مميزة وعادة لصيقة بالشعب المصري، ولعلكم تذكرون أننا نشرنا العديد من التقارير الرسمية المختلفة والصادرة عن سفارات دول مختلفة في مصر تحذر رعاياها من السيدات من هذه الظاهرة - وهي ظاهرة وليست حوادث فردية كما تدعى الداخلية - وإلا يسرن إلا في مجموعات كبيرة و لا يمشين في أوقات متأخرة وحدهن.
واعتقد أنه لابد من دراسة أسباب تفشي هذه الظاهرة البشعة بين الشباب المصري و التي لم تعد ترحم زوجة أو أماً أو محجبة أو حتى من ترتدين الخمار، فالسعار الجنسي جعل كل ما هو أنثوي في مصر يخشى أن يسير في الشارع دون حراسة أو أدوات دفاع عن النفس .. هل هذه بلد الأمن والأمان التي كنا نتغنى بها قديماً؟
هل عاد أحد منا يأمن على ابنته أو زوجته أو أمه أن تسير في تلك الغابة وحدها؟ وماذا يستفيد من يفعل ذلك ؟ وماذا سيكون شعوره إذا ما تحرش أحدهم بأخته أو أمه؟ ولا اعتقد أن هذه الأسئلة لمثل هذه الكائنات ستكون ذات فائدة فهم قوم انتفت من عندهم معاني الكرامة والنخوة والرجولة، ولابد للشرطة أن تضطلع بدورها في هذا الأمر وتقلل من جرعة الاهتمام بالأمن السياسي وضرب المتظاهرين واعتقال المعارضين إلا إذا كان ما يحدث يحلو لها.
أدب الخلاف في الرأي
لماذا لا يمكننا تحمل رأي الأخر؟ لماذا يجب أن يكون رأيي هو الصواب باستمرار .. ولماذا تكون وجهات نظري للأمور تنجم عن رؤية من زاوية صحيحة؟ هل أنا أفضل من الإمام الشافعي الذي قال: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب؟
لماذا نصيح وننفعل كلما تناول أحد رأينا بالنقد - دون تسفيه أو تحقير - ولا نعتبره أمراً محموداً ؟ هذه المسألة للأسف صارت من سلبيات المصريين ولعلنا نلاحظها يومياً في معاملاتنا
الحديث في الدين دون تطبيقه
نعرف كلنا أن الشعب المصري متدين بطبعه وهو أمر ملتصق بشخصية المصري منذ عهد الفراعنة إلى الآن .. ولكن للأسف فقد تحول الأمر إلى مجرد ظاهرة صوتية كأمور أخرى كثيرة .. نتحدث كلنا عن الرزق مثلاً وأن الله قدر لكل مخلوق أو كائن رزقه قبل أن يولد ولكننا لا زلنا نحقد على بعضنا ونحسد بعضنا ونرى أن كل غني هو بالضرورة حرامي أو تاجر مخدرات أو غيره .. نحتك ببعضنا في المواصلات ونتبادل الشتائم إلى أن يتدخل أحد الأشخاص ويذكر الجميع ببعض الآيات أو الأحاديث ونهدأ قليلاً وبمجرد خروجنا من هذا الموقف نعود إلى سيرتنا الأولى ونتبادل السباب القذر والألفاظ القبيحة مجدداً ..
وللأسف فالأمر قد أصبح جزءاً من الشخصية المزدوجة للمواطن المصري
الميكروباص.. وسنينه
وأرجو ألا يفهم القارئ إني أتحامل في هذه الفقرة على هذه الفئة، إلا أنك لو راقبتهم جيداً – أغلبهم في الحقيقة – سترى أسوأ الصفات من عدم احترام لقواعد المرور أو توقير الكبير ومعاملة الراكب وكأنه عبداً و كأن السائق يمن عليه بأن جعله يستقل سيارته وأنه ليس في حاجة إلى ماله إلى جانب أن العديد منهم يتحرش صباح مساء بالنساء ويسب الدين كما يتنفس وغيرها الكثير والكثير.
بل والأخطر من ذلك صدور عدة تقارير رسمية من سفارات عربية وأجنبية تحذر مواطنيها من استقلال هذه السيارات خوفاً على حياتهم ولا حل مع هؤلاء إلا أمرين: إما مقاطعتهم أو تكتل المواطنين ضدهم فهم إن أحسوا بأن المواطنين لم يعودوا يتقبلوا استعلاءهم عليهم وإهاناتهم المتواصلة سيواصلون ما هم عليه بل وسيتمادون فيه خاصة في ظل مساندة عدد غير قليل من أمناء الشرطة والمندوبين لهم ولاداعي لشرح الأسباب.
السلبية
وقد أصابت شخصية المصري منذ عقود بسبب عوامل متعددة لكن الظاهرة استفحلت للغاية بسبب طريقة تعامل الحكومات المتعاقبة مع الشعب وكأنه طفل صغير لا يجوز إطلاعه على أمور تفوق قدراته وإدراكه أو بسبب التهديدات المتواصلة من الجهاز الأمني بالتعذيب والاغتصاب وغيرها من الوسائل حتى يظل بعيداً ليس عن اتخاذ القرار وحسب بل حتى أن يعارض في قرارة نفسه.
وكمثال صغير لطبيعة السلبية التي أصابتنا انظر إلى أي حي تنفجر فيه ماسورة صرف صحي .. يكون الحل أن يتبرع أحد المواطنين ليضع عدة قوالب طوب ليسير عليها الناس .. وانتهى الأمر .. لا أحد يطالب عضو المجلس الموقر "المنتخب" بالتحرك ولا أحد يقدم شكوى إلى جهاز ما.
وإذا ما حدث ولم تستجب الجهة المعنية ينتهي الأمر إلى أن يقوم أحد الكبار باستخدام نفوذه - المالي أو السياسي - أو أن يقوم أحد الشخصيات التي تعتبر نفسها هامة بزيارة المكان لينصلح الأمر بأسرع ما يمكن.
وللأسف لا زال هناك العديد من النقاط ولكني أريد أن اترك لكم المجال لإضافة ما ترون من سلبيات ومشكلات … ولنبدأ في التحرك سوياً .. فمصر تحتاج إلى الكثير من العمل وهي لا تستحق منا كل ما سبق وإنما تستحق أن تكون في طليعة العالم .. هل يتحقق الأمل ؟ ولم لا.