الأطفال و الفطرةالفطرة السليمة التي حدثنا عنها القرآن يكتشفها العلماء أخيراً في أحدث بحث علمي ....
في أحدث بحث علمي تبيَّن أن الأطفال يولدون وفي داخلهم معلومات ولا علاقة للوراثة بها وهي محددة بثلاث صفات أساسية كما يلي:
1- الإيمان بالله الواحد: حيث وجد العلماء أن الطفل يولد ودماغه مجهز بأفكار محددة تقول له: إن الله هو خالق الكون، وأن كل شيء له سبب، وأن الله واحد وليس متعدد.
2- الصدق: حيث وجد العلماء بعدد دراسة الدماغ أن خلايا الدماغ مهيَّأة للصدق، وأن دماغ الطفل مبرمج لكي يكون صادقاً وليس كاذباً. وكذلك تمييز الخير عن الشر.
3- التعلم: حيث يولد الطفل وهو مهيَّأ لتعلم اللغة، على عكس بقية الكائنات التي لا تستطيع النطق أو البيان. فدماغ الإنسان مجهز بمعلومات دقيقة ليتعلم ويتكلم ويبدع!
وأقول: أليس هذا بالضبط ما تعبر عنه الآية الكريمة: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30]،
فسبحان الله
معجزة الكلام عند الإنسان
قال العلماء إن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي تمّ تصميمه ليكون ناطقاً. فالإنسان مجهز بالبرامج والوسائل والأجهزة الحيوية التي تمكنه من تعلم الكلام بسهولة، ولذلك فإن هذه العملية لا تخضع للتطور "المزعوم" ولو كان النطق وتعلم الكلام يتم عن طريق التطور لكانت بعض الحيوانات لديها قدرة على الكلام، مثلاً القردة!!
لقد حاول العلماء على مدى مئة سنة أن يعلّموا الشمبانزي بعض الحروف، ولكن المحاولات باءت بالفشل. ومع أن دماغ هذه الحيوانات كبير وحجمه مناسب جداً للتعلم إلا أن القرود لا تملك القدرة على الكلام أو حتى تقليد الكلام.
إن جهاز الصوت موجود لدى الحيوانات، فالإنسان لديه حنجرة والحيوانات مثل الكلب لديه حنجرة، وهي تعمل بنفس الآلية التي تعمل بها حنجرة الإنسان، ولكن الإنسان يتعلم النطق بسهولة وبعملية لا لإرادية، بينما نجد بقية الحيوانات عاجزة عن القيام بذلك.
البروفسور نوام شومسكي عالم اللغة الشهير يؤكد أن الطفل مصمم ليتعلم اللغة وينطق بها، فهو يتمتع بذكاء فطري وقد تمت تهيئته لذلك منذ أن كان نطفة!
البكاء هو أول لغة يتعلمها الإنسان للتعبير عن احتياجاته، ويقول العلماء إن الطفل خلال الخمس سنوات الأولى من عمره يتعلم بحدود 5000 كلمة! إن الطفل يمتلك قدرة فطرية على تنظيم الكلمات العشوائية، فسبحان هذا الخالق العظيم الذي كرّم الإنسان ومنحه هذه القدرات، ولكن للأسف عندما يكبر يستخدمها لمحاربة خالقه والإفساد في الأرض وإنكار وجود الله، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) [الانفطار: 6-8].
تجارب على الطيور
قام العلماء بتجربة مثيرة وهي عزل طير مغرد وحجبه عن أبويه في غرفة منعزلة تماماً، وكانت النتيجة أنه لم يتعلم التغريد، بل أصبح له صوت غير محبب يشبه النعيق! ولكن التجربة لم تنته بعد.
لقد جعل العلماء هذا الطائر يتكاثر مع أنثى وأخذوا البيوض وجعلوها تفقس في مكان وجود الأب، وكانت النتيجة أن الطيور الجديدة تعلمت صوت الأب وأصبح لها صوت :نعيق" يشبه صوت الأب إلى حد ما. ولكن العلماء أخذوا الطيور الجديدة وجعلوها تتكاثر لمرتين وكانت المفاجأة أن الجيل الرابع من الطيور تعلم التغريد!
فما تفسير ذلك، التفسير العلمي أن غريزة التغريد موجودة مع الطيور وتُخلق معه،و يمكن أن تتعطل مؤقتاً ولكنها سرعان ما تعود وتنشط، وهذا أيضاً يناقض التطور المزعوم!!
أصول اللغة تكمن في الجينات
بعد دراسات طويلة تبين للعلماء ومن خلال تجارب على أناس تعطلت لديهم القدرة على الكلام بنتيجة حادث ما، وتجارب أخرى على أناس لديهم خلل وراثي في النطق، تبين أن اللغة تكمن في الشريط الوراثي المسمى DNA وتحديداً في جينة تدعى FoxP2 هذه الجينة موجودة لدى الكائنات ولكنها في الإنسان لها شكل مختلف، ويقول العلماء إن شكل الجينة المميز لدى الإنسان بدأ مع ظهور الإنسان على الأرض.
علّمه البيان
لقد أنزل الله سورة عظيمة وهي السورة الوحيدة التي تحمل اسماً من أسماء الله الحسنى، إنها سورة الرحمن التي يقول فيها تبارك وتعالى: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن: 1-4]، هذه الآيات تعلمنا كيف منّ الله على الإنسان بنعمة "البيان" فلم يقل "علمه الكلام" لأن تعلم الإنسان للغة أو الكلام ليس كافياً إنما يجب عليه ربط الكلمات ببعضها واسترجاعها عند الضرورة.
فالإنسان لديه مركز مهم جداً وبدونه لا يمكنه التعبير، إنه مركز استرجاع الكلمات ويقع في منطقة الناصية في مقدمة الدماغ! ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على أهمية هذا المركز بل ويسلمه لله تعالى في دعائه فيقول: (ناصيتي بيدك)، فعندما يتعطل هذا المركز فإن الإنسان لا يفقد القدرة على الكلام بل يتكلم، ولكن لا يستطيع الربط بين الكلمات، وبالتالي يفقد قدرته على البيان والإيضاح والتعبير، ولذلك قال تعالى: (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ).. فسبحان الله!