اهزمْ الحب بالحب نفسه
نقف كثيرا ، ونستقبل اليأس أكثر نتيجة لما حدث لنا من صدمات في حياتنا وآلام وجروح ، ويبقى الحب بريئاً مما نشعر به وما نصفه به ، ومثل ما يوجد قلوب تلوم الحب ، توجد القلوب التي تدرك أن الحب عاطفة شعورية صادقة بعيدة عن الابتذال والرخص ، نبضاتها وأحساسيها أحاسيس طفولة قلبية ، أحاسيس بريئة لا تتغير مهما تقدم العمر بصاحبها.
هي القلوب المنتصرة على ذاتها وعلى ما تشعر به ، تجدها لا تتغير مبادئها ونظرتها للحب ، تبقى مثالية بكل ما حدث لها
الحب .. عاطفة تزورنا في كل شيء
ويخطأ البعض في ظنه أن الحب فقط هو علاقة بين شاب وفتاة
الحب عاطفة شمولية عامة ، فالصداقة حب ، والأخوة حب ، وعلاقتك بمن تحب أيضا نوع من أنواع الحب ، ولكن ليست كل الحب
ولأني أرى في عينيك تظلما من الحب
ولاني أسمع في قلبك تأوها من الحب
ولأنك .. سمحت لليأس أن يدخل قلبك وأن تعيش آهات قلبك مع نفسك
.. هنا أقول لك ..
اهزم الحب بالحب نفسه
كما تعلم ، إن الحب علاقة قلبية لا تخضع لقوانين ولا لقواعد ، لأنه إحساس وشعور ... ويقتحم قلبك دون أن تشعر
وما أجمل الشعور أن يكون صادقاً نقياً طفولياً
اهزم الحب بالحب نفسه عندما تعيشه على فطرة سوية ، وشعورا قلبياً يتقن فن الحب ولا يتقن كراهيته ، يتقن فن الحب ولا يتقن عداوته ، يتقن فن الحب لأنه الحب
فالقلب الذي يعرف الحب الصادق لا يعرف للكره أو للإنتقام والشر والحقد طريقاً
أدركْ تماما ، لكي تنتصر على الحب وهو الذي لا يدَ له في ما تعانيه ، أن يستمر قلبك ناصع البياض شعورا صادقا ، ولا تغيره حتى لو تغير كل من حولك
ثق به ليثق بك حتى لو لم تجد من تثق به
اصلح وابدأ بنفسك أولا
فعندما تحب بصدق ، وتعطي بصدق ، ولا تجد مقابلا ، لا تيأس ، يكفي شعور الصدق الذي كان لديك ، فمهما حدث بعدها لن تشعر بالندم ، لأنك كنت صادقا في شعورك ، كنت مقتنعا بكل ما تفعله
ومتى ما أحببت ما تكتب ، ومتى ما أحببت ما تتحدث به ، ومتى ما أحببت ما تسمعه ، ومتى ما أحببت من تتعامل معه ، حينها فقط ستكون خوارج نفسك مبدعة صادقة ، فاجعلها أيضا طفولية على طبيعتها دون تصنـّع
لتهزم الحب في داخلك ، لا تتأوه منه ، اتركه على سجيته طفلا داخلك ، يكبر على أحسن الخلق وأجمل الشعور دون تكلف أو تصنع
لتهزم الحب ، عش معه صدقا يفوق الصدق نفسه ، ولا تصفعه بكراهية أو حقد حتى ولو تخلى عنك من تحب دون سبب
لتهزم الحب ، لا تعلمه أن يكره أو أن يتراجع ، واعلمْ أن قلبك سيحسن الاختيار إن أحسن الشعور
أجمل ما عبر إلى مسمعي ، وعبارة بها تهزم كل عبارات التحطيم والحزن في قلبك ، مقولة اؤمن بها كثيراً :
" كن حبيبا حتى ولو لم تملك حبيب ، وكن صديقا حتى ولو لم يكن لك صديق "
حينها ستتصرف على سجيتك ، وستكون كل مخرجاتك من نوع نادر ، أنت وحدك تملكه
هو الحب الخالي من الإضافات ، الذي لا يحتاج لسبب لتحمله بين حنايا قلبك
اهزم الحب بفطرتك التي لا تحتاج إلى تعقيد ، ولا إلى أن تتصف بغير طبيعتك ، ولتجعله سلوكا قبل أن يكون هدفا
آلاف وألوف ممن نسمعهم يلومون الحب ، وأنه لا وجود له ، وحقن يومية يحقنون بها أنفسهم لأنهم قبلوا بالهزيمة ، ولأنهم صدموا بواقع يختلف عن أحلامهم ، لكنني أقول أنه ليس كل الواقع وليس للحب ذنب
نلوم الحب ولا نلوم أنفسنا
كلما تعذبنا بالحب ، كلما تعلمنا وأصبحنا أقوى
ولم الندم ولم الحزن ، إن كنت تملك ما يلفت الانتباه إليك ، فطرة لا تصنعا
وبهمسة أخرى ، لتهزم الحب ، أحبّ من يبادلك الحب ، ولا تركن إلى حب من تحب ، فربما لن يشعر بك
ربما بعد تخلي مَن كنت تحبّ عنك ، تتغير حياتك وتتحطم أحلامك
لو كنت قويا في مواجهتها واستطعت تخطي الأمر ، ربما تشعر بعدها بأنك بكل نقائك وبراءة شعورك وقلبك الذي لا يعرف الكره والحقد ، لا تعلم كيف تعيش حياتك من جديد
اترك القرار في الأمر هذا لغيرك ، لمن ترتاح له ، وتجده جديرا بك ، فهو وحده من يستطيع تحملك ، وتحمل أفكارك المتضاربة والمتغيرة دوما بسبب ما حدث لك
الحب شعور ، إن لم تهزمه هزمك ، مع ضمان براءته من كل التهم
لو انهزمت أو انخدعت باسم الحب
لا تظلم الحب نفسه
لا تظلم نفسك
منقول للأمانة