- إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها :
صدق الحديث
ووفاء بالعهد
و صلة الرحم
و رحمة الضعفاء
وقلة المباهاة للناس
و حسن الخلق
وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله
من الحسن البصري إلى كل ولد آدم
- يا ابن آدم
عملك عملك
فإنما هو لحمك و دمك
فانظر على أي حال تلقى عملك .
- يا ابن آدم
إنك ناظر إلى عملك غدا
يوزن خيره وشره
فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر
فإنك إذا رأيته سرك مكانه.
ولا تحقرن من الشر شيئا
فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.
فإياك و محقرات الذنوب.
- رحم الله رجلا كسب طيبا
و أنفق قصدا
و قدم فضلا ليوم فقره و فاقته.
- هيهات .. هيهات
ذهبت الدنيا بحال بالها
وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم
_______________________________
- أنتم تسوقون الناس
والساعة تسوقكم
و قد أسرع بخياركم
فماذا تنتظرون ؟!!
- يا ابن آدم
بع دنياك بآخرتك ..
تربحهما جميعا
و لا تبيعن آخرتك بدنياك ..
فتخسرهما جميعا.
- يا ابن آدم
إنما أنت أيام !
كلما ذهب يوم ذهب بعضك
فكيف البقاء ؟!
- لقد أدركت أقواما ..
ما كانوا يفرحون بشئ من الدنيا أقبل
و لا يتأسفون على شئ منها أدبر
لهي كانت أهون في أعينهم من التراب
فأين نحن منها الآن ؟!
- إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه
يقول : ما أردت بكلمتي ؟
يقول : ما أردت بأكلتي ؟
يقول : ما أردت بحديث نفسي ؟
فلا تراه إلا يعاتبها
- أما الفاجر :
نعوذ بالله من حال الفاجر.
فإنه يمضي قدما
و لا يعاتب نفسه ..
حتى يقع في حفرته
وعندها يقول :
يا ويلتى
يا ليتني ..
يا ليتني ..
و لات حين مندم !!!
- يا ابن آدم
إياك و الظلم
فإن الظلم ظلمات يوم القيامة
و ليأتين أناس يوم القيامة
بحسنات أمثال الجبال
فما يزال يؤخذ منهم
حتى يبقى الواحد منهم مفلساً
ثم يسحب إلى النار ؟
- يا ابن آدم
إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا..
فنافسه في الآخرة
- يا ابن آدم
نزّه نفسك
فإنك لا تزال كريما على الناس
و لا يزال الناس يكرمونك ..
ما لم تتعاط ما في أيديهم
فإذا فعلت ذلك :
استخفّوا بك
و كرهوا حديثك
و أبغضوك
________________________
- أيها الناس:
أحبّوا هونا
و أبغضوا هونا
فقد أفرط أقوام في الحب..
حتى هلكوا
و أفرط أقوام في البغض ..
حتى هلكوا .
- أيها الناس
لو لم يكون لنا ذنوب إلا حب الدنيا
لخشينا على أنفسنا منها
إن الله عز وجل يقول :
{تريدون عرض الدنيا و الله يريد الآخرة }
( الأنفال : 67 )
فرحم الله امرءاً ..
أراد ما أراد الله عزّ و جلّ .
- أيها الناس
لقد كان الرجل إذا طلب العلم :
يرى ذلك في بصره
و تخشّعه
و لسانه
ويده
وصلاته
و صلته
وزهده
أما الآن .. !!
فقد أصبح العلم ( مصيدة )
و الكل يصيد أو يتصيد
إلا من رحم ربك
و قليل ما هم.
- توشك العيـن تغيـض و البحيرات تجفّ.
بعضنا يصطاد بعضاً و الـشباك تختلف.
ذا يجئ الأمر رأسـا ذا يدور أو يلف.
و الصغير قد يعــف و الكبير لا يعف.
و الإمام قد يســــــف والصغير لا يسف.
و الثياب قد تصــــون و الثياب قد تشف .
و البغي قد تـــــداري سمــها و تلتـــحف.
و الشتات لا يزال .. يأتلف و يختلف .
و الخطيب لا يزال .. بالعقول يستخف .
و القلـــوب لا تزال.. للشمال تنحرف .
و الصغير بات يدري.. كيف تؤكل الكتف .
لا تخادع يا صـديقي بالحقيقة اعتـــرف.
_________________
- كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته .
- المؤمن يعمل بالطاعات ، وهو مشفق وجل خائف والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن .
- إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كلّ عالم، وإذا أدبرت عرفها كلّ جاهل .
لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب .
- ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر
في القلوب، وصدقته الأعمال .
- من عرف ربه أحبه، ومن عرف الدنيا، زهد فيها .
انظروا إلى هذا الكرم والجود فتنوا أولياءه وعذبوهم بالنار ثم هو يدعوهم إلى التوبة والتوبة عامة لكل عبد مؤمن.
- يا حسن عين بكت في جوف الليل من خشية الله عز وجل .
- لو خرج عليكم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عرفوا منكم إلا قبلتكم .
_________________
ذكر الإمام القرطبي عن ابن صبيح قال :
شكا رجل إلى الحسن الجدوبة :
فقال له : استغفر الله ، وشكا آخر إليه الفقر فقال له : استغفر الله
وقال له آخر : ادع الله أن يرزقني ولدًا فقال له : استغفر الله
وشكا إليه آخر جفاف بستانه ، فقال له : استغفر الله ، فقال له الربيع بن صبيح
أتاك رجال يشكون أنواعًا فأمرتهم كلهم بالاستغفار !
فقال : ما قلت من عندي شيئًا !
إن الله عز وجل يقول في سورة نوح : " فقلت { استغفروا ربكم إنه كان غفار * يرسل
السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا } .
قال الرجل للحسن البصري : أما يستحي أحدنا من ربه ؟ نفعل الذنب ثم نستغفر ثم نفعله مرة أخرى
ثم يستغفر وهكذا .
فقال له الحسن : ودَّ الشيطانُ لو ظفر منكم بهذا .. لا تتركوا الاستغفار ابدًا .
______________________
من أقوال الحسن البصري :
إذا نظر إليك الشيطان فرآك مداوماً في طاعة الله فبغاك وبغاك - أي طلبك مرة بعد مرة - فإذا رآك مداوماً ملَّكَ ورفضك ، وإذا كنت مرة هكذا ومرة هكذا طمع فيك .
وكان يقول : ما رأيت مثل النار نام هاربها ، ولا مثل الجنة نام طالبها .
وكان يقول : تفقَّد الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة والقرآن والذكر ، فإن وجدت ذلك فأمضي وأبشر ، وإلا فاعلم أن بابك مغلق فعالج فتحه .
كان يقول : نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا. فقال: لا أقبل منكم شيئاً، ويحك يا ابن آدم، هل لك بمحاربة الله طاقة؟ إن من عصى الله فقد حاربه، والله لقد أدركت سبعين بدرياً، لو رأيتموهم قلتم مجانين، ولو رأوا خياركم لقالوا ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب.
قال حمزة الأعمى: وكنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي، وربما جئت إليه وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه فقلت له يوماً: إنك تكثر البكاء، فقال: يا بني، ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبكِ؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة. فإن استطعت أن تكون عمرك باكيا فافعل، لعله تعالى أن يرحمك. ثم ناد الحسن: بلغنا أن الباكي من خشية الله لا تقطر دموعه قطرة حتى تعتق رقبته من النار.
وعن حفص بن عمر قال: بكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غداً في النار ولا يبالي.
روى الطبراني عنه أنه قال: إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة، رجاء الرحمة حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم أعمال صالحة. يقول أحدهم: إني لحسن الظن بالله وأرجو رحمة الله، وكذب، ولو أحسن الظن بالله لأحسن العمل لله، ولو رجا رحمة الله لطلبها بالأعمال الصالحة، يوشك من دخل المفازة (الصحراء) من غير زاد ولا ماء أن يهلك.
____________________
- المؤمن ! ما المؤمن ؟
و الله ما المؤمن بالذي يعمل شهراً
أو شهرين
أو عاماً
أو عامين
لا و الله
ما جعل الله لمؤمن أجلا ... ( دون الموت )
-
- الدنيا .. وهموم الدنيا
و التحسر على ما فات
يجعل الحسرة حسرات.
- إن المؤمن إذا طلب حاجة فتيسرت ...
قبلها بميسور الله عزّ و جلّ
و حمد الله تعالى عليها
و إن لم تتيسر ... تركها
ولم يتبعها نفسه .
_________________________
إياك والتسويف
الحسن البصري
أيها الناس ! احذروا التسويف ، فإني سمعت بعض الصالحين يقول :
نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب ، ثم لا نتوب حتى نموت .
أنتم تسوقون الناس الساعة تسوقكم
وقد أسرع بخياركم فماذا تنتظرون ؟!
__________________________
قال الامام الحسن البصرى
علمت ان رزقى لا ياخذه غيرى فأطمئن قلبى .
وعلمت ان عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به.
وعلمت أن الله يرانى فاستحييت أن يرانى على معصية .
وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد له .
وعلمت ان السفر طويل وليس معى زاد فاتقيت الله.
وعلمت أن الطريق موحش وليس معى أنيس فحفظت القران.
وعلمت أن حب الله فى حب رسوله فأحببته.
_________________________
اثنان لا يصطحبان أبداً : القناعة والحسد .
واثنان لا يفترقان أبداً :الحرص والحسد .
لقد رأيت أقواما..
كانت الدنيا أهون عليهم من التراب
و رأيت أقواما ...
يمسي أحدهم و ما يجد إلا قوتا
فيقول :
لا أجعل هذا كله في بطني !
لأجعلن بعضه لله عز وجل !
فيتصدق ببعضه
وهو أحوج ممن يتصدق به عليه !
يا قوم
إن الدنيا دار عمل
من صحبها بالنقص لها و الزهادة فيها
سعد بها و نفعته صحبتها .
ومن صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها
شقي بها .
ولكن أين القلوب التي تفقه ؟
والعيون التي تبصر ؟
والآذان التي تسمع ؟
أين منكم من سمع ؟!!
لم أسمع الله عز وجل ...
فيما عهد إلى عباده
وأنزل عليهم في كتابه :
رغب في الدنيا أحدا من خلقه
ولا رضي له بالطمأنينة فيها
ولا الركون إليها
بل صرف الآيات
وضرب الأمثال :
بالعيب لها
والترغيب في غيرها
أفق يا مغرور
تنشط للقبيح
وتنام عن الحسن
وتتكاسل إذا جد الجد !!!
___________________________
يا هذا
أدم الحزن على خير الآخرة
لعله يوصلك إليك .
وابك في ساعات الخلوة
لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك
فتكون من الفائزين .
- يا هذا
رطّب لسانك بذكر الله
وندّ جفونك بالدموع ..
من خشية الله
فوالله ما هو إلا حلول القرار :
في الجنة أو النار
ليس هناك منزل ثالث
من أخطأته الرحمة
صار و الله إلى العذاب .
- و اعلم يا هذا
أن خطاك خطوتان :
خطوة لك
و خطوة عليك
فانظر أين تغدو ؟
و أين تروح ؟
- و اعلم يا هذا
أن المؤمن في الدنيا كالغريب
لا يأنس في عزها
و لا يجزع من ذلها
للناس حال
و له حال .
- و احذر ( الهوى )
فشرُ داء خالط القلب : الهوى
- و احرص على العلم
و أفضل العلم :
الورع و التوكل
- واعلم
أن أحب العباد إلى الله ..
الذين يحببون ( الله ) إلى عباده
و يعملون في الأرض نصحا .
- و احذر الرشوة
فإنها إذا دخلت من الباب ..
خرجت الأمانة من النافذة
- كيف نضحك ؟
و لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا
فقال :
لا أقبل منكم !!
- يا هذا
بع دنياك بآخرتك ..
تربحهما جميعا .
و لا تبع آخرتك بدنياك ..
فتخسرهما جميعا .
- يا هذا
كفى بالموت واعظا
و رب موعظة دامت ساعة
ثم تنقضي
و خير موعظة ما دام أثرها