نفحــــــة يوم الجمعة ۩
مما قرأت
﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾
[الحديد: 16]
إن التائب تحصل له كسرة خاصة لا تكون لغير التائب.. كسرة تامة قد أحاطت بالقلب من جميع الجهات.. ألقته بين يدي سيده طريحا ذليلا خاشعا.. منكسرا سريع الدمعة.. قريب الذكر لله.. مخبتا خاشعا منيبا.. لا غرور ولا عجب ولا حب للمدح.. ولا معايرة ولا احتقار للآخرين بذنوبهم.. وإنما دائم الفكرة في الله سبحانه وتعالى عز وجل، وهذا ما قرره ابن عطاء فقال: "رب معصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً".. فما أقرب الجبر من هذا القلب المكسور!.. وما أدني النصر والرحمة والرزق منه!
إنها الفرحة الكبرى التي لا نجد في تصويرها والتعبير عن مداها أبلغ من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي رواه عنه ابن مسعود أنه قال: "لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة "قفر لا ماء فيها" فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه.. فأيِس "يئس" منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيِس من راحلته فبينا هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها "ما يوضع على أنف الدابة لتقاد به"، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك.. أخطأ من شدة الفرح" "رواه مسلم 2747"
يـا حـيُ يـا قـيـومُ قــد تعـبـت يــدٌ
لسـوى جلالـك سيـدي لـم تـرفـع ِ
فـإذا عفـوت فمحسـنٌ عـن شاكـرٍ
وإذا بـطـشـت فـقــادر بـمـضـيـع ِ
يا من نهيـت النـاس تنهـر سائـلاً
أنـا ذا هنـا يـا ذا النـوال الأوسـع ِ
يـا رب مضطـراً أتيـتـك !!معـدمـاً
ووقفـت عنـد البـاب لــم أتتعـتـع ِ
فـإذا منحـت فـكـفءُ كــل كريـمـةٍ
وإذا منعـت فأيـن أنـقـل مطمـعـي ِ
يــا رب أسـتــر خـلـتـي وكـأنـهـا
عارٌ فلسـت علـى سـواكَ بمطلـع ِ
إن كـان ضـري لا يفيـدك فامـحـهُ
أو كـان نفعـي لا يـضـرك فانـفـع ِ
يـا رب فاغفـر كـل مـا سـارت لـهُ
رجلـي ومـا مــدت إلـيـه أذرعــي