مقالة شاملة في الرؤى والأحلام من الكتاب والسنة وواقع الحياة

مقالة شاملة في الرؤى والأحلام من الكتاب والسنة وواقع الحياة


--------------------------------------------------------------------------------


بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:



فهذه حصيلة خبرتي في الرؤى والأحلام



أولا قال تعالى إفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون وهذا دليل على أن تعبير الرؤى من الدين ونوع من الفتوى



كما قال تعالى { وكذالك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث }



قال بعض المفسرين تأويل الأحاديث هو تعبير الرؤى



كما قال تعالى { لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة }



قال بعض المفسرين البشرى هي الرؤيا الصالحة الرؤى




كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه



لم يبق من النبوة إلا المبشرات . قالوا : وما المبشرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة




كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه



رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة



وهذا الحديث شرحه بعض المفسرين كالتالي



إن مدة إبتداء الوحي وحتى مفارقة النبي صلى الله عليه وسلم للدنيا كانت ثلاثة وعشرين سنةوكانت ستة أشهر منها في أول الأمر يوحى إليه مناما فهي جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة من مدة الوحي لأنه عاش عليه الصلاة والسلام ثلاثا وستين سنة




ويجب على من يعبر أن يتقي الله وما لايعلمه يقول لا أعلمه الجهل بالرؤيا ليس بعيب ولكن القول بلا علم ظلم لصاحب الرؤيا



الثانية



أوضاع الرؤيا الباطلة ولها سبعة أوضاع كما ذكرها بعض علماء المعبرين الأقدمين وهي :



أولا حديث النفس والهم والتمني والأضغاث والأحلام



ثانيا وهو الحلم الذي يوجب الغسل



الثالثة تحذير من الشيطان وتهويل وتخويف ولكنها لاتضر



الرابعة ما يريه سحرة الجن للأنس فيتكلفون منها مثل مايتكلف الشيطان



الخامسة التي يريها الشيطان



السادسة رؤيا تريها الطبائع إذا إختلفت وتكدرت إذا تكدر المزاج وتعكر



السابعة تغير الزمن ورجوعه كأن يرى أنه في ما قبل عشرون أو ثلاثون سنة وليسة برؤيا




وأصدق الرؤيا خمسة أنواع وهي:



الأولى الرؤيا الصادقة الظاهرة وهي جزء من النبوة لقوله تعالى { لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام آمنين } وذالك أن رسول الله صلى اله عليه وسلم لما سار الى الحديبيه رأى في المنام أنه دخل هو وأصحابه رضي الله عنهم مكة آمنين غير خائفين يطوفون بالبيت وينحرون ويحلقون رؤسهم ويقصرون فبشر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بشارة من الله وهيكما يقول المعبرون من الله مباشرة وليس من ملك الرؤيا .



وكذالك رؤيا نبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم في ذبح إبنه



وقال بعض المعبرين طوبى لمن كانت رؤياه صريحة لأن صريح الرؤيا لايريه إلا الله عز وجل



الثاني الرؤيا الصالحة بشرى من الله عز وجل كما أن الرؤيا المكروهة زاجرة يزجرك الله عز وجل بها كما قال صلى الله عليه وسلم خير ما يرى أحدكم في المنام أن يرى ربه أو نبيه أو يرى أبويه المسلمين قالوا يارسول الله وهل يرى الإنسان ربه قال السلطان والسلطان هو الله عز تعالى



الثالثة رؤيا الملائكة وهي مايراه الإنسان من ملك الرؤى وإسمه صديقون على حسب ما علمه الله تعالى من نسخة أم الكتاب والهمه من ضرب أمثال الحكمة لكل شيء من الأشياء مثلا معلوما والرؤيا المرموزة وهي من الأرواح ومثالها أن إنسانا رأى في منامه ملكا من الملائكة قال له إمرأتك تريد أن تسقيك السم على يد صديقك فلان فحصل له من ذالك أن صديقه هذا زني بإمرأته ورمز ذالك في الرؤيا كما أن السم يكون مستورا فإن الزنا مستورا



الرابعة الرموز الظاهرة مثل الجبال والأنهار والأشجار وسائر الرموز الموجودة في الحياة حتى العصري منها مثل السيارات والطائرات وغيرها



الخامسة الرؤيا التي بالصح بالشاهد ويغلب الشاهد عليه فيجعل الشر خيرا والخير شرا كمن يرى أنه يعزف على الدف في او العود في المسجد فإنه يتوب إلى الله عز وجل من الفحشاء والمنكر وينتشر صيته بين الناس وكذالك من رأى أنه يقرأ القرآن في الحمام أو يرقص من الرجال فإنه يشتهر



بفضيحة بين الناس وذالك لأن الحمام مكان كشف العورات ولا تدخله الملائكة كما أن الشيطان لايدخل المسجد




كما أن رؤيا الجنب والحائض والكافر تصح لأن رؤيا الملك التي عبرها يوسف كان الملك كافرا




كما أن الرؤيا تقع كما كتبها الله عز وجل وليس كما تم تعبيرها إلا لو كان تعبيرها موافقا لما كتب الله عز وجل والدليل عل ذالك



هذا الحديث الصحيح المروي في البخاري



{ رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل ، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر ، فإذا هي المدينة يثرب ، ورأيت في رؤياي هذه : أني هززت سيفا فانقطع صدره ، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ، ثم هززته بأخرى فعاد أحسن ما كان ، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ، ورأيت فيها بقرا ، والله خير ، فإذا هم المؤمنون يوم أحد ، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر }




فلن يقع من الرؤيا مهما عبرت إلا ما كتب الله في الرؤيا




ومن رأى شيئا يكرهه فعليه بالعمل بهذا الحديث الصحيح المروي في البخاري ولن يرى إلا خيرا




الرؤيا من الله ، والحلم من الشيطان ، فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ ثلاث مرات ، ويتعوذ من شرها ، فإنها لا تضره . وقال أبو سلمة : وإن كنت لأرى الرؤيا أثقل علي من الجبل ، فما هو إلا أن سمعت هذا الحديث فما أباليها .



كما روى المنذري في الترغيب والترهيب بسند رجاله رجال الصحيح




قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه

{ } أنه رأى رؤيا أنه يكتب ص فلما بلغ إلى سجدتها قال رأى الدواة والقلم وكل شيء بحضرته انقلب ساجدا قال فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل يسجد بها



وهذا يدل على عمل النبي صلى الله عليه وسلم برؤيا الصحابة رضوان الله عليه وكذالك عمله برؤيا الأذان التي رآها أحد الصحابة




وكذالك من رأى رؤية تحزنه وتسيئه فليعمل بهذا الحديث وهو مروي في البخاري




ذا رأى أحدكم رؤيا يحبها ، فإنما هي من الله ، فليحمد الله عليها وليحدث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره ، فإنما هي من الشيطان ، فليستعذ من شرها ، ولا يذكرها لأحد ، فإنها لا تضره




أما هذا الحديث الصحيح والذي رواه إبن حبان في المقاصد الحسنة بسند صحيح




رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا حدث بها وقعت




يدل هذا الحديث على أن التعبير إذا كان موافقا للحقيقة وتعبيرها صحيحا فهي ستقع حقيقة بعد تعبيرها






فوائد عامة حول الرؤى والأحلام



قديرى الإنسان الرؤيا بنفسه ولنفسه ولكنها تكون حاصلة لشقيقه أو نده أو نضيره من الناس



التعبير يكون بالتالي القرآن ثم السنةوالحديث النبوي ثم أمثال العرب وأشعارهم وما تعارف عليه أهل بلاد الرؤيا في أمر الرؤيا وكذالك أحوال الناس وتجاراتهم وظروفهم



الأصل في الرؤيا جنس وصنف وطبع فالجنس كالنهر والطير والحيوان وهؤلاء يعبرون بالبشر والصنف ان ترد الجنس لتصنيفه فالجمل رجل عربي والخنزير أوروبي والطاووس هندي



والطبع أن ترى ما هو الرمز وما هو طبيعته فتطبقه على الرجل لو كان جملا وكان غاضبا فهو بدوي حقود



والإجتهاد في هذا المجال واسع جدا للمعبر والتوفيق من الله عز وجل




قدتعبر الرؤيا الوحدة للشخصين بتعبير ين مختلفين فقد جاء رجل لابن سيرين وقال له رأيت أنني أوؤذن فقال له تحج هذا العام ثمجائه رجل بعده مباشرة فقال له رأيت أنني أوؤذن فقال له تسرق وتنشهر وتقطع يدك فوقعة كلا الرؤيتين كما عبرها وقيل له كيف ذالك فقال الأول كان سيماه الصلاح والأيمان فتذكرت قوله تعالى { وأذن في الناس بالحج} ورأيت في الرجل سمات السوء فتذكرت قوله تعالى{وأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون} فعبرتها له بالسرقة




وقت حصول الرؤيا وتحققها



حسب خبرتي في الرؤيا لم أجد وقت رؤيا يتحقق لأنها رؤيت في الوقت الفلاني سواء كانت من رؤى الأسحار أي قبل الفجر أو وقت القيلولة مالم يكن هناك دليل في الرؤيا على وقت تحققها أو قرب حصولها رغم حب الإنسان لتعجيل الخير له



ولعل خير دليل على ذالك رؤيا نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا أزكى الصلاة وأتم التسليم فقد تحققت بعد أربعون سنة



التعبير بالأرقام
الأرقام خير ما نأخذها منه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
مثلا رقم 9 رقم سوء لقوله تعالى ....تسعة رهط يفسدون في الأرض
ارقام الفين وثلاثة الآف وخمسة آلاف أرقام خير وبركة لذكرها في الجهاد
ثلاثة رقم تأكيد على حصول أمر لقوله تعالى ..... ثلاثة أيام ذالك وعد غير مكذوب.. .هذا منهجي في الأرقام ولاكتب اعرفها
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم .. يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار فالجماعة خير والبعد عنهم شر
ويكون القياس في الأرقام على ذالك مع وزنها مع الرؤيا
اصعب الأرقام في التعبير رقم 7 حيث يحصل في الشر كقوله تعالى ( لها سبعة أبواب) وصف لجهنم
ويحصل في الخير حيث أن الإنسان يسجد على سبعة وايام الاسبوع سبعة والكواكب سبعة والأرضين والسموات سبعة فيكون تعبير هذا الرقم حسب وضعه في الرؤيا ووضع الشخص معه والله اعلم


همسة أخيرة ومهمة جدا



تذكر أنها رؤيا رأيتها وليس قرآنا منزلا من الله عز وجل. يستأنس المسلم بها أو شرا يتوقاه منها فلا يعلق نفسه بالرؤى والأحلام وليكن له أسوة بصحابة رسول الله عز وجل