أعتقد أن أفضل ما أثمرته ثورة الخامس والعشرين من يناير هو ما حدث فى يومى الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الماضى، عندما خرج ملايين المصريين للإدلاء بأصواتهم فى الدوائر التى أجريت فيها الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب، وقد كان ضمن هذه الدوائر دائرة القاهرة ودائرة الإسكندرية ودائرة أسيوط، وهى أكبر الدوائر الانتخابية فى مصر.
كان المصريون لا يأبهون بانتخابات تأتى أو انتخابات تتم لأنهم كانوا يعرفون سلفاً أنها لا تعنيهم فى كثير أو قليل، وإنما تعنى الذين أجروها وسوّدوها وزوّروها دون خجل أو حياء. وقد بلغت القمة فى كل ذلك انتخابات سنة2010 التى كانت عبارة عن مهزلة عبثية أساءت إلى أصحابها قبل أن تسىء إلى الشعب المصرى، وكانت بمثابة آخر مسمار فى نعشهم الذى شُيّع فى ميدان التحرير يوم 25 يناير غير مأسوف عليه.
فى هذه المرة أدرك الشعب المصرى أن صوته سينسب إليه وسيؤثر فى حياته وسيرسم مستقبله فترة من فترات الزمن، وعندما يصل هذا المقال إلى قارئه - اليوم الاثنين - تكون نتائج المرحلة الأولى للانتخابات قد ظهرت وتكون قد ابيضت وجوه، واسودت وجوه وجنى كل واحد ثمار ما قدمت يداه.
ومع أهمية نتائج الانتخابات الجارية فإنها ليست هى التى تدعونى لأن أعتبر يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين من أروع أيام تاريخ هذا البلد فى العقود الستة الماضية.. الذى يدعونى إلى ذلك القول أمران، أما الأمر الأول فهو أن هذا الشعب العظيم ينتفض عند الشعور بالخطر أو عند الشعور بالجدية، وقد أدرك من غير شك مدى خطورة المرحلة، وأدرك أن كل المسؤولين يأخذون الأمر مأخذ الجد الذى لا هزل فيه، وأن إرادتهم التى عبروا عنها فى صناديق الانتخاب هى التى ستعلن على الناس، وزاد إقبال الناس عندما أدركوا أن السلطات المسؤولة وفرت للعملية الانتخابية تأميناً كافياً أراح الناس وطمأنهم.
وقد بدأت بعض نتائج الدوائر الفردية تظهر وأنا أكتب هذا المقال، وهى توحى بأن التيار الإسلامى - بشقيه - يستحوذ