كانت تعلم أن "العمر لحظة" ولكنها لم تكن تتخيل أنه من الممكن أن يصبح العمر أقل من اللحظة إلا بعد التجربة القاسية التي عاشتها المطربة شيرين عبد الوهاب وزوجها الموزع الموسيقي محمد مصطفى والتي دخلا على أثرها أحد المستشفيات الخاصة ومكثا فيها لأكثر من 36 ساعة كانت بحق أخطر 36 ساعة في حياتهما.
البداية كانت من دعوة على تناول الغداء وجهها محمد مصطفى لزوجته شيرين في أحد المطاعم الشهيرة، وذلك بمناسبة انتهاء مصطفى من مجموعة من التوزيعات الجديدة لعدد من الأغنيات، وارتدت شيرين أفضل ما لديها لتخرج مع زوجها، وانطلاقا بسيارتهما من المسكن الجديد ليصلا إلى باب المطعم في الخامسة والنصف مساءً تقريباً، وجاء الجرسون وعرض عليها قائمة المأكولات واختارت طعامها هى وزوجها.
تقريباً، وجاء الجرسون وعرض عليها قائمة المأكولات واختارت طعامها هى وزوجها
.
وبدأت شيرين في أكل السلطة الخضراء التي تعشقها، وبدأ زوجها هو الآخر في تناول المقبلات لحين حضور الوجبة الرئيسية، بدأ الزوجان يأكلان، ولكن ما هي إلا دقائق أخرى إلا وبدأت شيرين تشعر بمغص في معدتها، فلم ترغب أن تقلق مصطفى وقالت لنفسها إنه من الممكن أن يكون ألما عاديا، ولكن الألم بدأ يزداد وبدأت تشعر برغبتها في القيء فقررت إخبار زوجها بما تشعر به من آلام لتفاجئ بأنه مصاب بنفس الأعراض.
عقارب الساعة تشير إلى السادسة والنصف، وشيرين وزوجها مازالا داخل المطعم ولكن بدأت شيرين في إجراء عدد من الاتصالات التليفونية، وكان الاتصال الأول الذي قامت به شيرين لأحد الأطباء المعروفين والذي يقدم برنامجاً تليفزيونياً على شاشة احدى الفضائيات عن الأطعمة وكيفية تلافي المغص، حيث شرحت له شيرين الحالة والأعراض فطلب منها التوجه فوراً إلى أحد المستشفيات الخاصة والقريبة من المطعم لعمل الإجراءات اللازمة قبل تدهور الحالة، أما الاتصال الثاني الذي قامت به فكان لمدير أعمالها أيمن نابليون حيث طلبت منه سرعة الذهاب إلى المستشفى ليكون بجوارها.
السابعة مساءً بتوقيت القاهرة وصلت شيرين إلى المستشفى، وقد كان العاملون على علم بوصولها بعدما اتصل الطبيب بإدارة المستشفى وقام بحجز غرفة لها ولزوجها، وصعدت شيرين إلى الغرفة محمولة على أحد الأسرة المتحركة هي وزوجها وتم إدخالهما إلى الغرفة وعمل بعض الإسعافات الأولية لهما لحين وصول الطبيب لاستكمال العلاج.
وفي السابعة والنصف وصل الدكتور مدحت خليل استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتغذية العلاجية والذي قام على الفور بالتوجه إلى الغرفة 403 حيث ترقد شيرين وزوجها وقام بعمل غسيل معدة لكل منهما.
وفي العاشرة وصل الفنان أحمد السقا إلى المستشفى بعدما علم من إدارة المستشفى بوجود شيرين خاصة وأنه على
علاقة جيدة جداً بكل العاملين في المستشفى حيث يقوم بالعلاج هو وأسرته هناك، وصعد السقا إلى الغرفة واطمئن على شيرين وزوجها، ثم ذهب إلى الطبيب المقيم الدكتور أشرف منصور واطمئن على الحالة، ثم عاد إلى الغرفة وتحدث إلى مدير أعمالها وطلب منه أن يتصل به في أي وقت إذا احتاجت شيرين أو زوجها لأي شيء.
وبعدها بساعة ونصف تقريباً حضرت الفنانة الشابة زينة والتي صعدت إلى غرفة شيرين مباشرة، وجلست بعض الوقت حيث اطمأنت عليها وعلى حالتها وحالة زوجها ثم انصرفت.
أكد الدكتور مدحت خليل الطبيب المعالج لحالة شيرين في تصريح خاص "لعيون ع الفن" أنها أصيبت بميكروب يدعى "السلمونيلا"، وهو عادة ما يتواجد في السلطة الخضراء وفي الدجاج، مشيراً إلى أن شيرين وصلت إلى المستشفى في حالة صحية سيئة حيث كانت مصابة بشبه حالة تسمم وكان لديها قيء وإسهال، وعلى الفور تم عمل الإسعافات الأولية لها بتنظيف معدتها ومعدة زوجها الذي كان مصاباً بنفس الأعراض بعد تناوله لنفس الأطعمة، فقمنا بإعطائهما بعض المحاليل بالإضافة إلى المضادات الحيوية للقضاء على الميكروب وطلبنا منها أن تظل تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة وبعدها من الممكن أن تخرج وتمارس حياتها بطبيعية.
وفي تصريح خاص نفى أيمن نابليون مدير أعمال شيرين أن يكون هناك نية لتأجيل أي أعمال فنية كانت ستقوم بها شيرين بعد هذه الوعكة الصحية التي تعرضت لها، حيث أكد أن الحفل الذي ستحييه في دبي بمناسبة الاحتفال برأس السنة الميلادية والذي سيشاركها فيه المطرب العراقي ماجد المهندس سيقام في موعده وستقدم خلاله شيرين عددا من المفاجآت لجمهورها في منطقة الخليج.
وعن ألبومها الجديد أكد نابليون أن شيرين ستستكمل فور تعافيها وضع اللمسات النهائية على الألبوم الجديد الذي تعمل عليه منذ فترة والذي تتعاون فيه مع عدد من الشعراء والملحنين والموزعين ومنهم محمد عاطف، وسلامة علي، وأحمد محروس، ومحمد يحيى.