[ قصة الأسبوع ]
[rtl]" الجليس الصالح و الجليس السوء "[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ[/rtl]
[rtl]عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَ نَافِخِ الْكِيرِ[/rtl]
[rtl]فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَ إِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ[/rtl]
[rtl]وَ إِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً[/rtl]
[rtl]وَ نَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَ إِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ) .[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]متفق عليه .[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]تفسير غريب الحديث[/rtl]
[rtl]يُحذِيَك : يُعطيك .
نافخ الكِير : الحداد الذي يصهر الحديد و ينفخه فيتطاير الشرر .[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]شرح الحديث[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]اقتضت حكمة الله عز و جل في خلقه أن جعل الإنسان ميالاً بطبعه[/rtl]
[rtl]إلى مخالطة الآخرين و مجالستهم و الاجتماع بهم ،[/rtl]
[rtl]و هذه المجالسة لها أثرها الواضح فى فكر الإنسان و منهجه و سلوكه ،[/rtl]
[rtl]و ربما كانت سبباً فعالاً في مصير الإنسان و سعادته الدنيوية و الأخروية ،[/rtl]
[rtl]و قد دل على ذلك الشرع و العقل و الواقع .[/rtl]
[rtl]
يقول النبي صلى الله عليه و سلم :[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]( إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ و الجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَ نَافِخِ الْكِير ،[/rtl]
[rtl]فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَ إِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَ إِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً )[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]شبّه النبي صلى الله عليه و سلم الجليس الصالح بحامل المسك أو الطّيب ،[/rtl]
[rtl]إما أن يعطيَك مسكا أو طِيبا على سبيل الهدية أو أن تشتري منه ، أو تجد منه ريحا طيبة ،[/rtl]
[rtl]و كذلك الجليس الصالح فإنه يسد خلتك و يغفر زلتك و يقيل عثرتك و يستر عورتك ،[/rtl]
[rtl]و إذا اتجهت إلى الخير حثك عليه و رغبك فيه ،[/rtl]
[rtl]و بشرك بعاقبة المتقين و أجر العاملين و قام معك فيه ،[/rtl]
[rtl]و إذا تكلمت سوءًا أو فعلت قبيحاً زجرك عنه ، و منعك منه ،[/rtl]
[rtl]و حال بينك و بين ما تريد .[/rtl]
[rtl]
و أما الجليس السوء فإنه كنافخ الكير[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]( إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَ إِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً )[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]أي كالحداد الذي يصهر الحديد و ينفخه فيتطاير الشرر ،[/rtl]
[rtl]فإما أن تحترق ثيابك أو تجد منه ريحا خبيثة ؛[/rtl]
[rtl]و لذا تجد الظالم يندم يوم القيامة و يأسف لمصاحبة من ضل و انحرف[/rtl]
[rtl]فكان سبباً فى ضلاله و انحرافه ،[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]يقول الله تعالى :[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً *[/rtl]
[rtl]يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً *[/rtl]
[rtl]لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً * }[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]الفرقان : 27 – 29[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]و قد أحسن من قال :[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]عن المرء لا تسلْ و سلْ عـن قرينه فكل قرينٍ بـالـمقارِن يقتدي[/rtl]
[rtl]إذا كنت فـي قوم فصاحبْ خيارَهم و لا تصحبِ الأردى فتردَى معَ الرَّدِي[/rtl]
[rtl]
و من أكثر المواقف التي سجلها التاريخ في تأثير الصحبة و المجالسة ،[/rtl]
[rtl]ما رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة ،[/rtl]
[rtl]جاءه رسول الله صلى الله عليه و سلم[/rtl]
[rtl]فوجد عنده أبا جهل بن هشام و عبد الله بن أمية بن المغيرة ،[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي طالب :[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]( يا عم قل لا إله إلا الله ، كلمة أشهد لك بها عند الله )[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]فقال أبو جهل و عبد الله بن أمية :[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl][ يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ ][/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]فلم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرضها عليه و يعودان بتلك المقالة ،[/rtl]
[rtl]حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : هو على ملة عبد المطلب ،[/rtl]
[rtl]و أبى أن يقول لا إله إلا الله ،[/rtl]
[rtl]فتأمل كيف أثر هذان الجليسان على جليسهما و قرينهما الثالث ؛[/rtl]
[rtl]فصداه عن قول كلمة التوحيد التي لو قالها[/rtl]
[rtl]لحاجَّ له بها النبي صلى الله عليه و سلم عند ربه .
قال الحافظ ابن حجر :[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]" و في الحديث النهي عن مُجالسة من يُتأذّى بمجالسته في الدين و الدنيا ،[/rtl]
[rtl]و الترغيب في مُجالسة من يُنتفع بمجالسته فيهما " .
و قد حصر الإمام ابن القيم أنواع الأصدقاء فقال :[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]" الأصدقاء ثلاثة ،[/rtl]
[rtl]الأول : كالغذاء لا بد منه ،[/rtl]
[rtl]و الثاني : كالدواء يحتاج إليه وقت دون وقت ،[/rtl]
[rtl]و الثالث : كالداء لا يُحتاج إليه قط "[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]فالأول هو الجليس الصالح ، و الثالث هو الجليس السوء ،[/rtl]
[rtl]و الثاني هو الجليس الذي به بعض صفات السوء و لكن يُرتجى منه الخير .[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]و نختم بما ورد عن الإمام مالك بن دينار[/rtl]
[rtl]في شأن الصحبة و تأثيرها ، حيث قال :[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]" إنك إن تنقل الحجارة مع الأبرار خير من أن تأكل الخبيص مع الفجار " .[/rtl]
[rtl] [/rtl]
و الله تعالى أعلى و أعلم و أجَلَّ