[rtl]من إعلام المسلمين[/rtl]
[rtl]يوسف بن تاشفين[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين[/rtl]
[rtl]سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]إخوتي وأخواتي القراء الكرام .. سلام الله عليكم و رحمته و بركاته[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]يقول الله تعالى : [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ[/rtl]
[rtl] يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }[/rtl]
[rtl][ الأحزاب : 56 ][/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]من إعلام المسلمين يوسف بن تاشفين[/rtl]
[rtl]في النصف الأول من القرن الخامس الهجري ،[/rtl]
[rtl] في أقصى بلاد المغرب العربي ،[/rtl]
[rtl] التفت جماعة من الناس حول عالم فقيه يدعى ( عبد الله بن ياسين )[/rtl]
[rtl] وكان هدفهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر تعاليم الإسلام ،[/rtl]
[rtl] أطلق عليهم الملثمون لأنهم كانوا يتلثمون ولا يكشفون وجوههم ،[/rtl]
[rtl]وهي عادة لهم كانوا يتوراثونها جيلاً بعد جيل ،[/rtl]
[rtl]وحين قتل عبد الله بن ياسين سنة 461هـ/1068م[/rtl]
[rtl] في حرب جرت مع ( برغواطة ) قام مقامه أبو بكر بن عمر[/rtl]
[rtl]الذي عين ابن عمه يوسف بن تاشفين أميرًا على الملثمين،[/rtl]
[rtl]لانشغاله بقتال عبده الأصنام في جنوب المغرب، والقضاء على فتنتهم.[/rtl]
[rtl]وكان يوسف بن تاشفين يتمتع بصفات جعلته محبوبًا؛ فهو شهم، حازم ،[/rtl]
[rtl]شجاع علاوة على قدرته على القيادة والزعامة، ومهابة الناس له ،[/rtl]
[rtl] مما جعل الناس تلتف حوله، وتساعده في العمليات العسكرية ،[/rtl]
[rtl] ونشر تعاليم الإسلام في المغرب الأقصى، وبناء دولة المرابطين ،[/rtl]
[rtl]ولما عاد أبو بكر بن عمر بعد قضائه على الفتنة[/rtl]
[rtl] وجد يوسف بن تاشفين يتمتع بمكانة عالية بين جنده ورعيته ،[/rtl]
[rtl]فتنازل له رسميًّا عن السلطة وخلع نفسه وأقام مكانه ابن عمه يوسف.[/rtl]
[rtl]اتخذ ابن تاشفين مدينة ( مراكش ) التي أنشأها عاصمة لملكه سنة 465هـ[/rtl]
[rtl]لتكون نقطة الانطلاق لتوحيد وتجميع قبائل المغرب الأقصى تحت سيطرته ،[/rtl]
[rtl]وبناء دولة قوية، كما أنشأ أسطولاً بحريًّا ،[/rtl]
[rtl]ساعده على ضم المناطق المطلة على مضيق جبل طارق[/rtl]
[rtl]مما سهل ضم المغرب الأوسط ،[/rtl]
[rtl]وأقام ابن تاشفين علاقات سياسية مع جيرانه من أمراء المغرب والمشرق ،[/rtl]
[rtl]كما أحاط نفسه بمجموعة من الأتباع ينظمون أمور الدولة ،[/rtl]
[rtl]فأعطى دولته طابع الملك.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]وفي ذلك الوقت[/rtl]
[rtl]كانت الأندلس تعاني من التفكك تحت حكم ملوك الطوائف[/rtl]
[rtl] الذين كانوا يواجهون خطر غزوات المسيحيين ،[/rtl]
[rtl] وسيطرة ملوكهم وتعسفهم في مطالبة الولاة المسلمين بما لا طاقة لهم به ،[/rtl]
[rtl]وكان يوسف يفكر في حال المسلمين في بلاد الأندلس[/rtl]
[rtl]وما يفعله النصارى بهم[/rtl]
[rtl]ويتجه إلى الله تعالى مستخيرًا إياه يتلمس منه النصر ،[/rtl]
[rtl]وكان إذا أجبر على الكلام قال : أنا أول منتدب لنصرة هذا الدين ،[/rtl]
[rtl]ولا يتولى هذا الأمر إلا أنا.[/rtl]
[rtl]واستنجد أمراء الأندلس بابن تاشفين لينقذهم من النصارى[/rtl]
[rtl]وكان على رأس من استنجد به ( المعتمد بن عباد ) أمير إشبيلية ،[/rtl]
[rtl] فأعد ابن تاشفين جيشه وقبل أن يعبر البحر نحو الأندلس[/rtl]
[rtl] بسط يديه بالدعاء نحو السماء قائلاً : اللهم إن كنت تعلم أن في جوازنا[/rtl]
[rtl]أي ( اجتياز البحر ) هذا خيرًا للمسلمين، فسهل علينا جواز هذا البحر،[/rtl]
[rtl] وإن كان غير ذلك فصعبه حتى لا أجوزه.[/rtl]
[rtl]والتقي بجيش النصارى بقيادة ألفونسو السادس في موقعة ( الزلاقة )[/rtl]
[rtl] سنة 480هـ/1087م وانتصر جيش ابن تاشفين انتصارًا هائلاً ،[/rtl]
[rtl]وبعدها وحَّد المغرب والأندلس تحت قيادته الخاصة ،[/rtl]
[rtl] ورأى شيوخ المرابطين ما يقوم به يوسف من أعمال عظيمة فاجتمعوا عليه[/rtl]
[rtl] وقالوا له : أنت خليفة الله في المغرب وحقك أكبر من أن تدعى بالأمير،[/rtl]
[rtl] بل ندعوك بأمير المؤمنين، فقال لهم : حاشا لله أن أتسمى بهذا الاسم ،[/rtl]
[rtl]إنما يتسمى به الخلفاء، وأنا رجل الخليفة العباسي،[/rtl]
[rtl] والقائم بدعوته في بلاد المغرب،[/rtl]
[rtl] فقالوا له : لابد من اسم تمتاز به ، فقال لهم : يكون ( أمير المسلمين )[/rtl]
[rtl]وبعد انتهاء موقعة الزلاقة بايعه من شهدها معه من ملوك الأندلس[/rtl]
[rtl]وأمرائها أميرًا على المسلمين، وكانوا ثلاثة عشر ملكًا،[/rtl]
[rtl]واستطاع يوسف بن تاشفين أن يوقف زحف جيوش النصارى،[/rtl]
[rtl] وأن يعيد ما استولوا عليه من الأندلس،[/rtl]
[rtl] وقد امتدت دولته فشملت الأندلس والمغرب الأقصى ،[/rtl]
[rtl]وازدهرت البلاد في عصره ،[/rtl]
[rtl]وضرب السكة ( أي العملة ) ونقش ديناره : لا إله إلا الله محمد رسول الله ،[/rtl]
[rtl] وتحت ذلك : أمير المسلمين يوسف بن تاشفين ، وكتب في الدائرة :[/rtl]
[rtl]( ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )[/rtl]
[rtl] وكتب على الوجه الآخر من الدينار: الأمير عبد الله أمير المؤمنين العباسي،[/rtl]
[rtl]وفي الدائرة تاريخ ضرب الدينار وموضع سكه.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]وكان ابن تاشفين كثيرَ العفو، مقربًا للعلماء ،[/rtl]
[rtl]وكان إذا وعظه أحدهم خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبه لها ،[/rtl]
[rtl] وظهر ذلك عليه، ولما بلغ الإمام أبا حامد الغزالي[/rtl]
[rtl]ما عليه ابن تاشفين من الأوصاف الحميدة وميله إلى أهل العلم ،[/rtl]
[rtl]عزم على التوجه إليه فوصل الإسكندرية، وشرع في تجهيز ما يحتاج إليه ،[/rtl]
[rtl]وعندما وصله خبر وفاة ابن تاشفين رجع عن ذلك العزم ، ففي سنة 498هـ[/rtl]
[rtl]أصيب يوسف بن تاشفين بمرض أدى إلى وفاته ودفن في مدينة مراكش.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]وقال عنه المستشرق يوسف أشباخ :[/rtl]
[rtl] ( يوسف .. أحد أولئك الرجال الأفذاذ[/rtl]
[rtl]الذين يلوح أن القدر قد اصطفاهم لتغيير وجهة سير الحوادث في التاريخ ،[/rtl]
[rtl]فقد بثَّ بما استحدث من نظم وأساليب روحًا قوية في القبائل[/rtl]
[rtl] والشعوب التي يحكمها ، وقد فاضت هذه الروح إلى تحقيق العجائب ) ..[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]رحمه الله رحمة واسعة جزاء ما قدم للإسلام والمسلمين[/rtl]