التهديدات التي تتعرض لها حاسباتنا الشخصية تزداد يوما بعد يوم وخاصة تهديد الفيروسات التي وجدت من الإنترنت أداة فعالة وسريعة لكي تصل إلي ملايين الحاسبات في ساعات محدودة ، وأصبحت قضية حماية حاسبنا الشخصي والمعلومات المخزنة به تزداد في الأهمية نظرا لزيادة مصادر التهديد .
فنحن الآن لا نستطيع الاستغناء عن شبكة الإنترنت ولا نستطيع أيضا أن نستغني عن البريد الإلكتروني لقد أصبحت هذه التقنيات جزءا من حياتنا رغم أن هذه التقنيات من المصادر المهمة للتهديدات التي نتعرض لها ، كما أن البيانات الشخصية التي يتم تبادلها كل يوم بين ملايين المستخدمين علي شبكة الإنترنت أصبحت تستهوي قراصنة الشبكة الذين يحاولون التقاط هذه المعلومات الشخصية إما من علي حاسباتنا أو أثناء سفرها علي خطوط الاتصالات . أما البرامج ونظم التشغيل فقد أصبحت أكثر تعقيدا مما قبل وزادت معها الخصائص التي تؤديها ،. ونتيجة لكبر حجم هذه البرامج والنظم ظهرت العديد من الثغرات الأمنية التي يستغلها قراصنة الشبكة والفيروسات لكي تنفذ إلي حاسباتنا وتصيبها وفي أحيان كثيرة لا نعرف أن حاسباتنا أصيبت بفيروس أو أن أحد برامج التجسس قد تم زرعه بها .
إذا كان حاسبك الشخصي لا يوجد به أي بيانات أو برامج مهمة فلا داعي للقلق أما إذا كنت مثل الغالبية من مستخدمي الحاسبات الشخصية الذين يخزنون ملفات العمل وملفاتهم الشخصية الأخري علي حاسباتهم فقضية تأمين الحاسب يجب أن تشغل حيزا كبيرا من اهتمامك .
للأسف لا توجد نصيحة واحدة أو إجراء واحد يمكننا أن نتخذه لنغلق به قضية تأمين حاسبنا ولكنه مجموعة من الإجراءات التي يجب أن نقوم بها لتأمين حاسبنا اليوم ، كما إنها عملية مستمرة فالإجراءات التي أتبعناها لتأمين الحاسب اليوم قد لا تصبح كافية غدا ، فمصممو الفيروسات وقراصنة الشبكة يخترعون كل يوم طرقا وأفكارا جديدة ولذلك يجب أن نبقي أعيننا مفتوحة لكل ما يستجد في هذا المجال حتي نوفر وسائل الحماية المناسبة.
الفيروسات :
أكبر تهديد يتعرض له مستخدمو الحاسبات المنزلية هو الفيروسات , ولا يستطيع أحد منا أن يتخيل أنه بمأمن عن الإصابة بأحد فيروسات الحاسبات الحديثة فهذا التهديد معرض له كل من يستخدم حاسبا شخصيا في أي مكان بالعالم . أما اهتمام قراصنة الشبكة فهو مركز أكثر علي الشركات والمؤسسات فهؤلاء القراصنة يبحثون عن الذهب المخبأ في مواقع هذه الشركات علي الإنترنت .
التقنيات التي تستخدمها الفيروسات الآن أصبحت أكثر تعقيدا وتطورا عما كانت عليه منذ سنتين ،. ولكن تبقي القاعدة الذهبية لمقاومة الفيروسات هي : ( أقتني برنامجا جيدا لمقاومة الفيروسات وقم بتحديثه بصورة دورية وليكن كل أسبوع إذا استطعت كما يجب متابعة ظهور أي إصدار جديد من البرنامج لكي تقوم بتحديثه ) .
البريد الإلكتروني :
إذا كنت سترسل بيانات مهمة عن طريق البريد الإلكتروني فلماذا لا تحاول أن تستخدم نظام التشفير Encryption
الذي يوجد في معظم برامج التعامل مع البريد الإلكتروني مثل Outlook ، فاستخدامه سهل وسيوفر لك الحماية الضرورية . هذه الطريقة ستشفر الرسالة الإلكترونية خلال رحلتها من حاسبك الشخصي إلي الحاسب الشخصي الذي سيتلقاها ،. فإذا استطاع أحد قراصنة الشبكة أن يلتقط هذه الرسالة خلال رحلتها فلن يستطيع الاستفادة منها لأن البيانات ستكون مشفرة وبذلك نمنعه من الوصول لهدفه الإجرامي .
الملف الملحق :
فكر عشرات المرات قبل أن تقوم بتشغيل الملف الملحق Attached File بالرسالة الإلكترونية التي تستقبلها حتي وإن كانت الرسالة من صديق تعرفه ، فقد يصاب حاسب هذا الصديق بفيروس دون أن يدري ويبدأ هذا الفيروس في إرسال نسخ منه إلي كل العناوين الإلكترونية التي توجد علي الحاسب المصاب . وقد يكون عنوان بريدك الإلكتروني لسوء الحظ هو أحد هذه العناوين فيصلك رسالة من صديقك بها فيروس وصديقك لا يعلم .
كيف يفكر العالم في طرق جديدة للتأمين :
قامت إحدي الشركات العالمية المنتجة للحاسبات الشخصية باختراع شريحة إلكترونية يمكن أن نضيفها إلي الحاسب المحمول أو الحاسب الشخصي لتشفير البيانات الهامة المخزنة داخله مثل كلمات السر والبيانات الشخصية . هذه الشريحة يتم إضافتها إلي اللوحــة الرئيســـــــية Motherboard للحاسب ، و يتم بيع هذه الشريحة بحوالي25 دولارا أمريكيا . وقد قامت هذه الشركة بتركيب هذه الشريحة بالفعل في ثلاثة ملايين حاسب تم شحنها إلي الأسواق, وتم تصميم هذه الشريحة وفقا لمقاييس عالمية بحيث تستطيع أي شركة منتجة للحاسبات الشخصية أن تستخدمها مع حاسباتها .
كما بدأت أيضا الشركات العالمية في التفكير في تصميم أجهزة الحماية من القراصنة والتي تسمي أجهزة حائط النار
Hardware Firewall بأسعار منخفضة حتي يستطيع مستخدمو الحاسبات المنزلية شراءها . ويمكن أن تصبح هذه الأجهزة جزءا من المودم وكروت الشبكة التي تستخدم للاتصال بشبكة الإنترنت ، و يتوقع الخبراء أن تصل سعر هذه النوعية من الأجهزة إلي100 دولار وهي توفر الحماية ضد قراصنة الشبكة والبرامج التجسسية .