بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال: ما صفة صلاة الكسوف والخسوف؟
وهل هناك فرق بينهما؟
وما رأي
سماحتكم حول ما ينشر في الصحفعن بدء وانتهاء الخسوف والكسوف؟
المفتي: فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمهالله
الجواب:
قد بين الرسول صلى اللهعليه وسلم في الأحاديث الصحيحة صفة صلاةالكسوف، وأمر أن ينادى لها بجملة "الصلاةجامعة". وأصح ما ورد في ذلك في صفتها أنيصلي الإمام بالناس ركعتين في كل ركعة قراءتانوركوعان وسجدتان، ويطيل فيهما القراءة والركوعوالسجود، وتكون القراءة الأولى أطول من الثانية،والركوع الأول أطول من الركوع الثاني، وهكذاالقراءة في الركعة الثانية أقل من القراءةالثانية في الركعة الأولى، وهكذا الركوعفي الركعة الثانية أخف من الركوعين في الأولى.وهكذا القراءة في الثانية من الركعة الثانيةأخف من القراءة الأولى فيها، وهكذا الركوعالثاني فيها أخف من الركوع الأول فيها. أماالسجدتان في الركعتين فيسن تطويلهما تطويلاًلا يشق على الناس؛ لأن النبي عليه الصلاةوالسلام فعل ذلك، ثم بعد الصلاة يشرع للإمامإذا كان لديه علم أن يعظ الناس ويذكرهم ويخبرهمأن كسوف الشمس والقمر آيتان من آيات اللهيخوف الله بهما عباده، وأن المشروع للمسلمينعند ذلك الصلاة وكثرة الذكر والدعاء والتكبيروالعتق والصدقة حتى ينكشف ما بهم؛ لقول النبيصلى الله عليه وسلم: ((إن الشمس والقمر آيتانمن آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته،ولكن الله يرسلهما يخوف بهما عباده، فإذارأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم))،وفي رواية أخرى: ((فإذا رأيتم ذلك فافزعواإلى ذكر الله ودعائه واستغفاره)) وجاء فيبعض الأحاديث الأمر بالصدقة والعتق. أماأخبار الحسَّابين عن أوقات الكسوف فلا يُعَولعليها، وقد صرح بذلك جماعة من أهل العلم،منهم: شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامةابن القيم رحمة الله عليهما؛ لأنهم يخطئونفي بعض الأحيان في حسابهم، فلا يجوز التعويلعليهم، ولا يشرع لأحد أن يصلي صلاة الكسوفبناء على قولهم، وإنما تشرع صلاة الكسوفعند وقوعه ومشاهدته. فينبغي لوزارات الإعلاممنع نشر أخبار أصحاب الحساب عن أوقات الكسوفحتى لا يغتر بأخبارهم بعض الناس؛ ولأن نشرأخبارهم قد يخفف وقع أمر الكسوف في قلوب الناس،والله سبحانه وتعالى إنما قدره لتخويف الناسوتذكيرهم؛ ليذكروه ويتقوه ويدعوه ويحسنواإلى عباده، والله ولي التوفيق.