السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبائي الكرام
حيث قامت أختنا الغالية مصرية بنشر موضوع جميل ورائع عن التسامح
وقد أعجبني الموضوع وقرأته .. وساهمت برد متواضع ربطت فيه بين التسامح .. وبين العفو والصفح الجميل ..
ولجمال الصدفة ..قرأت بعدها موضوع رائع عن حادثة الإفك ..
حيث اتهم المنافقون ، أم المؤمنين ، عائشة بنت أبي بكر الصديق .. رضي الله عنهما , والصحابي الجليل صفوان بن المعطل .. رضى الله عنه .. بهذه التهمة الشنيعة
رأيت أحبابي أن أنقل لكم هذه القصة .. لما فيها من عبر كثيرة .. ودروس مستفادة .. سوف تستمعوا باكتشافها بأنفسكم بسهولة ويسر أحبائي الكرام ..
أحد هذه الدروس المستفادة .. هو ما سوف نجده في نهاية القصة .. ويضرب أروع مثال عن .. العفو .. والصفح الجميل
وحيث أن القصة طويلة .. فسوف أقوم بمشيئة الله بتقسيمها على ثلاث حلقات .. كل يوم حلقة
إليكم أحبائي القصة .. كما رواها الداعية الإسلامي الكبير الأستاذ عمــرو خالد
----------------------------------------------------------------------------
في بيت أبي بكر الصديق ، علمت عائشة بما يشاع عنها ، بينما كانت مصابة بالحمى. وهي تسأل أمها غير مصدقة : وهل علم أبي؟. تقول لها أمها : نعم. وتعود لتسأل: وهل علم رسول الله؟. فتقول لها أمها: نعم .. وهي في دوامة رهيبة .. لا تدري ماذا تفعل؟.. تذهب إلى أبيها الذي كان يحتمي بقراءة القرآن على سطح بيته مما يجري ، فتقول له : ماذا تقول يا أبي؟.. ويبكي أبو بكر ، ويقول لها : والله يا بنيتي كنا في الجاهلية وما قيل على أبي بكر كلمة كهذه ، وقد أكرمنا الله اليوم بالإسلام .. أيقولون فينا هذا؟!.
كيف كانت مشاعر صفوان .. المتهم بالحادثة مع السيدة عائشة؟ .. واحد من الصحابة متهم بخيانة نبيه ..
والمدينة منقسمة إلى أربعة أقسام :
- قسم صامت .. لايصدق .. ولا يكذب " وهم الأغلبية " ..
- وقسم يمثل الأقلية .. يكذب الخبر أو الشائعة .. ويقول : مستحيل أن تفعل عائشة كذلك ، ومن هؤلاء أبو أيوب الأنصاري الذي نزل النبي في بيته عند هجرته إلى المدينة ..
يقول أبو أيوب لزوجته : يا أم أيوب .. لو كنتِ مكان عائشة أكنت تفعلين ما يقولون أنها فعلته؟ .. فتقول له : لا والله .. يقول لها .. عائشة خير منك..
وتقول أم أيوب لزوجها : وأنت لو مكان صفوان بن المعطل .. أكنت تفعل مايقولون أنه فعله؟ .. قال لا والله .. لا أخون رسول الله..
- وهناك قسم ثالث لا يكذب .. ولا يصدق .. ولكنه يتكلم .. مثل حسان بن ثابت .. ومسطح بنت أثاثه .. وحنة بنت جحش (أخت زينب بنت جحش زوجة النبي).. فزينب وعائشة ضرائر ، وهي أقرب زوجة لقلب النبي بعد عائشة..
- القسم الرابع .. وهم الذين افتروا حادثة الإفك وأشاعوها
ما موقف أبو بكر الصديق من كل هــذا؟
يبكي طوال شهر كامل ، ويقسم ألا ينفق على مسطح بعد اليوم ..
أما صفوان .. فأخذ قوسه وضرب به حسان بن ثابت ففتح رأسه عقاباً على الشعر الذي كتبه للتشهير به وبالسيدة عائشة .. وذهب حسان بن ثابت يشكو صفوان للنبي صلى الله عليه وسلم ، فنادى النبي صفوان .. الذي قال : يارسول الله .. إنه يتهمني في عرضي .. فقال له النبي : اذهب يا صفوان .. تعال ياحسان ماذا تريد؟.. لك دية .. سأعطيك حقك من عندي .. هذا البستان لك مقابل ما حدث ..
فإين الوحي مما جرى .. ولماذا اختفى؟
شهر كامل .. لم ينزل جبريل عليه السلام .. يريد الله أن تكون هذه تجربة حية ماثلة أمام أعين الأجيال القادمة من المسلمين. ظلت السيدة عائشة تبكي لمدة ثلاثة أيام ، ولا تكتحل بنوم ، تقول : (حتى ظننت بأن كبدي سينفطر)..
أما النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يصدق ما قيل عن زوجته .. الزوج فيه لا يصدق .. لكنه قائد الأمة .. فلا بد أن يكون محايداً في موضوع يمسه .. ويخص الأمة كلها ..
كان أمام النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة حلول :-
- إما أن يطلق عائشة .. فينتهي الموضوع ..
- أن يدافع عن عائشة بقوة .. ولديه السلطة التي تمكنه من فعل ذلك .. لكنه رفض أن يكون ديكتاتوراً..
- أن يأخذ موقف الحيــاد ..
لكن النبي صلى الله عليه وسلم .. اختار حلاً رابعاً .. وهو أن يفتح بنفسه الموضوع مع المجتمع .. فيتحرك المجتمع للحكم بالبراءة على عائشة لكي تتكلم
((( يتبـــــع )))