ممَا جَاءَ في
أين يضع المُصلى وجهه إذا سجد
)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ
قَالَ قُلْتُ لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَيْنَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
يَضَعُ وَجْهَهُ إِذَا سَجَدَ فَقَالَ :
( بَيْنَ كَفَّيْهِ )
********************
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ وَ أَبِي حُمَيْدٍ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ الْبَرَاءِ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ
وَ هُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ تَكُونَ يَدَاهُ قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ
********************
الشـــــــــــروح
قَوْلُهُ : ( عَنِ الْحَجَّاجِ )
بْنِ أَرْطَأَةَ الْكُوفِيِّ ، أَحَدُ الْفُقَهَاءِ صَدُوقٌ كَثِيرُ الْخَطَأِ وَ التَّدْلِيسِ
( عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ) السَّبِيعِيِّ اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنَ الثَّالِثَةِ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ .
قَوْلُهُ : ( فَقَالَ بَيْنَ كَفَّيْهِ )
أَيْ كَانَ يَضَعُ وَجْهَهُ بَيْنَ كَفَّيْهِ . وَ فِي حَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ الَّذِي تَقَدَّمَ فِي الْبَابِ الْمُتَقَدِّمِ :
وَضَعَ كَفَّيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ . وَ لِهَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ الْمُخْتَلِفَيْنِ وَ مَا فِي مَعْنَاهُمَا
اخْتَلَفَ عَمَلُ أَهْلِ الْعِلْمِ ، فَبَعْضُهُمْ عَمِلُوا عَلَى حَدِيثِ الْبَرَاءِ هَذَا وَ مَا فِي مَعْنَاهُ ،
وَ بَعْضُهُمْ عَلَى حَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ وَ مَا فِي مَعْنَاهُ ، وَ الْكُلُّ جَائِزٌ وَ ثَابِتٌ .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ وَ أَبِي حُمَيْدٍ )
أَمَّا حَدِيثُ وَائِلٍ فَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَ فِيهِ : فَلَمَّا سَجَدَ سَجَدَ بَيْنَ كَفَّيْهِ .
وَ رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ فِي سَنَدِهِ : أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ : رَمَقْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
فَلَمَّا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ ، انْتَهَى وَ كَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّحَاوِيُّ فِي شَرْحِ الْآثَارِ ،
وَ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ بِهِ وَ لَفْظُهُ :
كَانَتْ يَدَاهُ حَذْوَ أُذُنَيْهِ ، كَذَا فِي نَصْبِ الرَّايَةِ . وَ أَمَّا حَدِيثُ أَبِي حُمَيْدٍ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ
وَ فِيهِ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا سَجَدَ وَضَعَ كَفَّيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ .
أَخْرَجَهُ عَنْ فُلَيْحٍ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ ،
وَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ التِّرْمِذِيُّ وَ لَفْظُهُمَا : كَانَ إِذَا سَجَدَ مَكَّنَ أَنْفَهُ وَجَبْهَتَهُ ،
وَ نَحَّى يَدَيْهِ عَنْ جَنْبِهِ ، وَ وَضَعَ كَفَّيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ ، انْتَهَى .
كَذَا فِي نَصْبِ الرَّايَةِ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ الْبَرَاءِ حَدِيثٌ حَسَنٌ )
وَ أَخْرَجَهُ الطَّحَاوِيُّ فِي شَرْحِ الْآثَارِ .
قَوْلُهُ : (
وَ هُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَكُونَ يَدَاهُ قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ )
قَالَ الطَّحَاوِيُّ فِي شَرْحِ الْآثَارِ بَعْدَ ذِكْرِ حَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ
وَ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ وَ الْبَرَاءِ مَا لَفْظُهُ :
فَكَانَ كُلُّ مَنْ ذَهَبَ فِي الرَّفْعِ فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ يَجْعَلُ وَضْعَ الْيَدَيْنِ
فِي السُّجُودِ حِيَالَ الْمَنْكِبَيْنِ أَيْضًا ، وَ كُلُّ مَنْ ذَهَبَ فِي الرَّفْعِ فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ
إِلَى الْأُذُنَيْنِ يَجْعَلُ ، وَضْعَ الْيَدَيْنِ فِي السُّجُودِ حِيَالَ الْأُذُنَيْنِ أَيْضًا .
وَ قَدْ ثَبَتَ فِيمَا تَقَدَّمَ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ تَصْحِيحُ قَوْلِ مَنْ ذَهَبَ فِي الرَّفْعِ فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ
إِلَى حِيَالِ الْأُذُنَيْنِ ، فَثَبَتَ بِذَلِكَ أَيْضًا قَوْلُ مَنْ ذَهَبَ فِي وَضْعِ الْيَدَيْنِ
فِي السُّجُودِ حِيَالَ الْأُذُنَيْنِ أَيْضًا ، وَ هُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَ أَبِي يُوسُفَ
وَ مُحَمَّدٍ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، انْتَهَى .
قَالَ الزَّيْلَعِيُّ بَعْدَ ذِكْرِ كَلَامِ الطَّحَاوِيِّ هَذَا : وَ لَمْ يُجِبِ الطَّحَاوِيُّ عَنْ حَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ بِشَيْءٍ ،
قُلْتُ : قَدْ ذَكَرْنَا مَا هُوَ الْأَوْلَى فِي الرَّفْعِ فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ فِي مَوْضِعِهِ .