لتكن عيوني مليئة بالبؤس
ليكن قلبي مليء بالسواد
فوق صدري آلاف من الجبال المحتشدة وروحي تعزف سيمفونية الموت
لا آمال تنتظرني ولا حبيبة تبتسم لي عند المساء
أريد الطريق طويل وصعباً كشلال من الشعر الأسود ابحث فيه عن أوهام حلمي
عن الدموع التي نسجتها على الوسائد في ذلك الزمان الغابر آه ما أجمل الماضي
ما أجمل الغربة ! حيث كل شيء مثير كل شيء مؤلم لأجل العيون الغريبة اقطع آلاف (( الكيلو مترات )) سيراً على الأقدام
حاملا كل جراحي على ظهري معلقا كل تعاستي على آفاق وجهي متأملا أقدمي تهترىء في كل مكان أخطو عليه
أحلامي كبيرة كنسمة صيفية والعيون السوداء خلف قضبان الحديد تهدد باقتلاع السكون
أجزائي تموت متتابعة دون أن يثور شيء ما بداخلي لقد فقدت الكثير من الأشياء دون معنى
معظم مشاعري اختفت مع نسمات الوداع وكثير من أحلامي نسجت في بيوت العنكبوت
آه ما أجمل التشرد ما أجمل الضياع ! كم هي جميلة أحلام الأناس الموتى كغيمة بين السراب تندفع من خلف
السماء القرمزية ممطرة الهدايا والأمنيات على القلوب الصدئة كالحديد والأجسام المطاولة كالخشب
حيثما تنبثق الذكريات على السواقي وتسيل الأحزان على الجدران نقف لنشتاق نقف لنحلم
بالمروج التي تسودها الكآبة
بالبيوت المعلقة بالسراب
كم أتمنى أن يكون لي حلماً بحجم سمكة
أصدقاء من الوحل , حبيبات من التماثيل
حتى تميل أشواقي كأوراق النخيل وتكون لي حديقة من الصحراء تشغل مساحات قلبي
سأزرع فيها أزهار القرنفل والصبار قصب السكر والعلق لأروي ظمئي العميق من الرمل والتراب حتى الكره والجنون
أيتها السماء الزرقاء أيتها الغيوم المسافرة أما من حلم لطفل شرقي يكون بحجم زهرة برية
أما من قطرة حب تخلخل أحشائي وتسد رمقي حتى أهز قبضتي في الهواء يائسا من الدنيا منتصبا كإحدى
التماثيل في تلك الساحات أناشد الآلهة والسماوات مطراً مطراً أيتها السماء
حباً حباً يا الله , أنني مسرعاً مسرعاً كموت يلاحق القدر ابحث عن ذرات من الحب في زوايا القلوب .