بنت العراق نائب المدير العام
عدد الرسائل : 4667 الموقع : العراق - بغداد المزاج : راايق السٌّمعَة : 7 نقاط : 10256 تاريخ التسجيل : 07/11/2010
| موضوع: فتاوى الطب والمرضى السبت ديسمبر 01, 2012 5:27 pm | |
|
( سـؤال و جـواب )فتاوى الطب و المرضى
[center]معرفة علم الغيب من خصائص الله عز وجل
[center]الســــؤال :
[center]سأل يقول : أتقدم إليكم بالسؤال التالي و الذي يقول : علم الغيب يقتصر على المولى عز و جل دون سواه ، و هناك آيات قرآنية تؤكد انفراد المولى عز و جل دون غيره بذلك ، و لكن نجد في الكثير من الكتب عند اطلاعنا عليها ، أنه يكتب في نهاية الحديث أو العبارة أو الصفحة " الله و رسوله أعلم " فما معنى ذلك ؟ هل إن الرسول صلى الله عليه و سلم يعلم الغيب في حياته و مماته ، أيضا ؟ نرجو من سماحتكم إجابتنا و إفادتنا ، و الإستدلال إذا أمكن بالقرآن الكريم ، جزاكم الله خيرا .
الإجــابــة :
نعم مثل ما ذكر السائل ، علم الغيب إلى الله عز وجل ، و ليس عند الرسول صلى الله عليه وسلم و لا غيره علم الغيب ، بل هو مختص بالله عز و جل ،
كما قال الله سبحانه :
{ قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ }
الآية من سورة النمل .
و قال سبحانه و تعالى :
{ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
هكذا في سورة الأعراف .
و يقول سبحانه :
{ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ }
فالغيب إلى الله عز و جل ، مختص به سبحانه و تعالى ، يعلم ما كان و ما يكون و ما لم يكن لو كان كيف يكون ، و يعلم ما يكون في الآخرة ، و ما في الجنة و النار ، و يعلم الناجين من الهالكين ، و يعلم أهل الجنة و يعلم أهل النار ، و يعلم كل شيء سبحانه و تعالى ، و الرسل إنما يعلمون ما جاءهم به الوحي ، ما أوحى الله به إليهم ، يعلمونه
كما قال سبحانه و تعالى :
{ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا }
فالله يوحي إلى الرسل ما شاء ، كما أوحى إلى نبينا صلى الله عليه و سلم أشياء كثيرة ، من أمر الآخرة و أمر القيامة و أمر الجنة و النار ، و ما يكون في آخر الزمان ، من الدجال و نزول المسيح و هدم الكعبة ، و يأجوج و مأجوج و غير ذلك مما يكون في آخر الزمان ، كل هذا من علم الغيب ، أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه و سلم فعلمنا إياه ، و صار معلوما للناس ، و هكذا ما يعلمه الناس من أمور الغيب ، عند وقوعه ، بلادهم ، أو في غير بلادهم فيكون معلوما لهم بعد وقوعه ، و كانوا لا يعلمونه قبل ذلك ، أما ما يقع في كتب أهل العلم : الله و رسوله أعلم ، فهذا فيما يتعلق بأمور الشرع ، و أحكام الشرع ، و مرادهم يعني في حياته ، يعلم هذه الأشياء عليه الصلاة و السلام ، أما بعد وفاته فلا يعلم ما يكون في العالم ، و لا يدري عما يحدث في العالم ، لأنه بالموت انقطع علمه بأحوال الناس ، عليه الصلاة و السلام ، إلا ما يعرض عليه من الصلاة و السلام عليه ،
حيث قال صلى الله عليه و سلم :
( صلوا علي فإن الصلاة تبلغني حيث كنتم )
و في الحديث الصحيح :
( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ) .
عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ،
أما أمور الناس و حوادث الناس و ما يقع منهم من أغلاط و ظلم أو حسنات ، كل هذا لا يعلمه الرسول و لا غيره ، ممن مضى ، ممن مات ، و لا يعلمه من يأتي ، و قد يعلمه من حولهم من الناس ، بمطالعتهم إياه و مشاهدتهم أعمالهم ، من جلسائهم و أهل بلادهم . المقصود أن علم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى ، و ما أوحاه الله إلى الرسل فهو من علم الغيب ، الذي أطلعهم عليه سبحانه و تعالى ، و هم أطلعوا الناس عليه و علموه الناس .
و قد صح عن رسول الله عليه الصلاة و السلام ، أنه قال :
( يُذاد أناس عن حوضي يوم القيامة ، فأقول : يا ربي ، أمتي أمتي ، و في لفظ فأقول : أصحابي أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ) .
فبين صلى الله عليه و سلم أنه لا يعلم ، يقال له :
( لا تدري ما أحدثوا بعدك )
و في اللفظ الآخر :
( يذاد أناس عن حوضي ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا من بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح : { وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } )
فهو صلى الله عليه و سلم إنما يعلم ما أوحاه الله إليه ، و ما كان عند الله من الغيب لا يعلمه سواه سبحانه و تعالى ، و بعد موته لا يعلم حوادث الناس .
و بالله التوفيق ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء [/center][/center][/center] | |
|