ليلةٌ حدثني فيها القدر

في ليلة مشؤومة همس في اذني القدر
صوتهُ كان كبكاء ثكلى به عويل
اصابني جمودٌ ورعبٌ وخوفٌ
اتراهُ يهيأُ الي او شيئٌ من هذا القبيل؟
وتناسيتُ الأمر العجيب وتجاهلتهُ
والساعةُ للرابعة فجراً بدأت تميل
جسدي متعبٌ واعصابي منهكةٌ
ولكن جفوني لا تعرفُ للنوم سبيل
ايقذني من شرودي صوتُ هاتفي
وإذ بأمي تقول تعالي وصوتها ثقيل
ارتديتُ ملابسي وما دريتُ كيف ارتديتها
وظنوني تعبثُ برأسي كعبث اعصار بسعف النخيل
وأخذتُ امشي بطريق عهدتهُ قصيرٌ
وليتكم تدرون بتلك الليلة كم صار طويل
تسارعت خطاي وتعثرتُ بتكهناتي
وتلعثمتُ بدعواتي وقلبي من الرعب قتيل
وبعد جهد جهيد واعصاب تالفة
دخلتُ بيت أهلي والبؤس قبلي دخيل
رأيتُ وجوه بعضهم شاحبة
وبعضهم اخترق جمجمتي بصوت البكاء والعويل
وامي منهارة بكبرياء مكسورة بصمت
سحقها حزنٌ انيقٌ والهمها الله صبراً جميل
مصعوقةٌ بوفاة اكبر ابنائها
وعاجزةٌ حتى عن جعل دموعها تسيل
العجز عن البكاء يالهُ من شعور
غصتهُ مؤلمة وليس لقسوته مثيل
سمعت الخبر وصفعت وجهي بكلتا يدي
ايعقل هذا؟ توفي اخي؟ مستحيل
أأتمالك اعصابي امام امي المنهارة تماماُ؟
ام اترك نفسي كبركان حممه تسيل؟
كيف حصل هذا واين ولماذا؟
كلها اسئلة كان الزمن بالاجابة عنها كفيل
مرت الثواني ببطئ وصعوبة شديدة
الى ان اشرقت على حزننا العميق شمس الاصيل
ووقفنا بأقدام لا تكاد تقوى على حملنا
انتظاراً لجثمان بحادث اليم قد اردي قتيل
وجائوا ومعهم جسده الطاهر
ليصيبنا يأسٌ من رجوعه للحياة موثقُ بالدليل
اخي حبيبي مهجة فؤادي....
تركتنا بدونك واستعجلت الرحيل
ولم تكمل بعد عامك الثامن عشر
وما رأيت من دنياك الا القليل
يا من كنت الفرح لامي وطوق نجاتها
يا حمامة سلامها التي ملأت بيتها هديل
كلُ يوم ببعدك يضاعف شوقها اليك
ونواسيها بقول حزنك الزمن به كفيل
رحمك الله واسكنك فسيح جنانه
وحسبي الله ونعم الوكيل

حسبي الله ونعم الوكيل
ولامرك نقل وتحويل
وكاني انا الملقى الاخ القتيل
وارى نورا باختي احلى فتيل
ويا اختاه صبرا انت الجليل
لامي صبرا وانت الدليل
احبك اختي ولا تلطمي الجبين
وكوني لاهلي سعيا كحيل
كما اذكرك باسمة لا عويل
انت اختي بكل سبيل
احبك اختي فانت السبيل