ام قوله صلى الله عليه وسلم
" تبسمك في وجه أخيك صدقة "
كان هناك رجل جالس على الشاطئ يرقب الموج الهادر ، ويستمتع بأشعة الشمسالحارقة ، وإذ به يلمح طفلا "يصارع
الموج في يأس ، وبسرعة ألقى بنفسه في أحضان اليم قاصدا "ذلك الطفلالمسكين ، أخذ في الاقتراب منه ، ولسانه
يلهج بالدعاء ألا تسبقه موجة عاتية تحصد هذا الجسد الهزيل..
وعندما وصل إلى الطفل ، جاءه من الخلف ، وأمسك بتلابيبه ، وجره معه إلىالشاطئ ، وارتمى على الرمال في تعب ، وصدره
يعلو ويهبط في سرعه ، وقد أحس بوخز في صدره جراء هذا السباق المفاجئ.. جرى الطفل بعيدا "غير مصدق
بنجاته ، وبقى الرجل ساكنا "على الرمال ، يحاول جمع شتات نفسه..
وماهي إلا لحظات إلا ولمح الرجل بطرف عينيه الطفل الذي أنقذه قادما "،ومعه امرأة ، لاشك أنها أمه قد أتت لتشكره ،
وبالفعل توقفت المرأة ، وسألته :
أأنت الذي أنقذت طفلي من الغرق؟
فقال لها في تواضع : نعم..
فقالت له : إذن أين الساعة التي كانت في معصمه....!!!!!!!
لاداعي لوصف حالة الذهول والإحباط التي انتابت الرجل ، ولا داعي كذلكبالتنبؤ بأنه لن يسدي معروفا لأحد بعد اليوم
لاتنتظر الشكر علي خير فعلته ، فتصاب بخيبة أمل وإحباط..
الأفضل أن تطلب بعملك وجه الله ، فإذا شكرك الناس ، فقد رفعوا عن أنفسهم إثمكتمانه ، وأعفوا أنفسهم عار من
كفر النعمة ، وإذا جحدوك ، ولم يروا جميل صنعك ، فما عند الله خير وأبقى ،ولقد عرف لك الله حسن فعالك ، فمايضيرك إن
جحدك الناس.. رأيكم؟
تعقيب بسيط
فاذا كنت تعمل المعروف للناس فلا تفعله
ولكن اذا فعلته لرضاءرب الناس فلاتقطعه بل استمر بعمل المعروفما استطعت اليه سبيلا