تعود الحضارة السورية إلى عشرات آلاف السنين، إلى
عصور ما قبل التاريخ،
والمحطات الإنسانية الثقافية الرائدة من الصيادين الأوائل، إلى المزارعين
الأوائل، وصولاً إلى حضارات الشرق القديم التي أغنت البشرية، وساهمت في خلق
ثقافة إنسانية مميزة. لقد قدَّمت سورية الكثير من العطاءات الحضارية في
شتى المجالات تناقلته وتوارثته الحضارات المتعاقبة على أرضها، كانت أهمها
أول أبجدية في التاريخ.
معبد بعلشمين في
تدمروفي
أوغاريت و
ماري و
إبلا،
تم اكتشاف آلاف الرُقم والمحفوظات الضخمة التي تضمنت الكثير من النصوص
التجارية والسياسية والقانونية والميثولوجية، والتي تم حفظها حينئذ لتكون
بمثابة بدايات التوثيق والأرشفة.
وفي الفنون، أعطت سورية فنوناً رائعة ابتداءً باللون الأقدم «الأرجواني»
الفينيقي مروراً بفنون النحت والرسم والفسيفساء التي تزخر فيها المتاحف السورية، وكذلك الأمر بالنسبة للعمارة ابتداءً بالمعابد والقصور
الآرامية مروراً بـ
أفاميا و
تدمر و
بصرى،
وصولاً إلى العمارة الإسلامية بعهودها المختلفة، كما أن علم الفلك
والميثولوجيا السورية والطقوس والموسيقى كلها أثرت الإرث الثقافي الهائل
الذي عاشت فيه سورية على مدى العصور.