بنت العراق نائب المدير العام
عدد الرسائل : 4667 الموقع : العراق - بغداد المزاج : راايق السٌّمعَة : 7 نقاط : 10256 تاريخ التسجيل : 07/11/2010
| موضوع: اسم الله الكريم : الجبار الجمعة مارس 30, 2012 6:15 pm | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسئل الله تعالى ان يسعد قلوبكم ويشرح صدوركم وينور حياتكم بالخير والايمان حيث اقدم لحضراتكم ما استطعت نقله في شرح اسم الله الكريم : الجبار
الجبار : اسم من اسماء الله تعالى الثابتة بالكتاب والسنة ، وقد عده العلماء ضمن جمعهم للاسماء الحسنى . ودليله من الكتاب قوله تعالى : - ( العزيز الجبار المتكبر )
ومعناه لغة : الجبار صيغة مبالغة من جبر ، واما الجبر فيرجع معناه الى ثلاثة اصول
الاول – ان يغني الرجل من فقر ، او يجبر عظمة من كسر ، وهذا من الاصطلاح ، وهذا الاصل يستعمل لازما ومتعديا يقال : جبرت العظم ، وجبر ، وقد جمع الصحاح بينهما في قوله : قد جبر الدين الإله فجبر .
الثاني – الإكراه والقهر ، واكثر ما يستعمل هذا على أفعل ، يقال : أجبرته على كذا إذا أكرهته عليه .
الثالث – من العز والإمتناع ، ومنه نخلة جبارة . و الجبار من النخل ما طال وفات اليد .
ومعناه شرعا : ثلاثة أمور
احدهما / أنه الذي يجبر ضعف الضعفاء من عباده ، ويجبر كسر القلوب المنكسرة من أجله الخاضعة لعظمته وجلاله .
والثاني / أنه القهار ، دان كل شيء لعظمته ، وخضع كل مخلوق لجبروته وعزته فهو يجبر عباده على ما أراد مما اقتضته حكمته ومشيئته ، فلا يستطيعون الفكاك منه .
والثالث / أنه العلي بذاته فوق جميع خلقه فلا يستطيع أحد أن يدنو منه
و الجبار في صفة الرب يرجع الى ثلاثة معان : الملك والقهر والعلو ، فان النخلة اذا طالت وارتفعت وفاتت الايدي سميت جبارة ولهذا جعل سبحانه اسمه الجبار مقرونا بالعزيز و المتكبر . وكل واحد من هذه الاسماء الثلاثة تضمن الاسمين الاخرين ، وهذه الاسماء الثلاثة نظير الاسماء الثلاثة وهي الخالق البارئ المصور فالجبار المتكبر يجريان مجرى التفصيل لمعنى اسم العزيز ،
كما ان البارئ المصور تفصيل لمعنى اسم الخالق ، فالجبار من أوصافه يرجع الى كمال القدرة والعزة والملك .
ومن آثار الايمان بهذا الاسم الكريم : أن المؤمن عندما يدرك إتصافه تعالى بجبر ضعف الضعفاء من عباده فإنه يلتجئ الى الله تعالى عند حلول المصائب والشدائد ، فكم جبر سبحانه من كسير ، وأغنى من فقير وأعز من ذليل ، وأزال من شدة ، ويسر من عسير ؟ وكم جبر من مصاب فوفقه للثبات والصبر ، وأعاضه من مصابه أعظم الأجر ؟
كما أن المؤمن بمقتضى هذا الاسم العظيم يدرك أنه الجبار الذي دان لعظمته كل شيء وخضع كل مخلوق لجبروته وعزته ، فهو يجبر عباده على ما أراد مما اقتضته حكمته ومشيئته فلا يستطيعون الفكاك منه
فكما جبرهم قضاء وقدرا ، فقد جبرهم أيضا على ما شاء من أمر أو نهي ، يعني أنه شرع لهم من الدين ما ارتضاه هو كما قال تعالى : ( شرع لكم من الدين )
فشرع الشرائع ما شاء فأرسل لهم الرسل وأمرهم بما ينفعهم ونهاهم عن العدول عن طريقهم ومخالفتهم فمن أطاعهم فله الجنة ومن عصاهم فله النار ، ولم يجبر أحد من خلقه على ايمان او كفر بل لهم المشيئة في ذلك ، فهو سبحانه أجل وأعظم وأقدر من أن يجبر عبده ويكرهه على فعل يشاءه منه ، قال تعالى ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ومع ذلك فهم لا يخرجون عن مشيئته ، بل إذا شاء من عبده ، ان يفعل فعلا جعله قادرا عليه ، مريدا له محبا مختارا لإيقاعه
وهو ايضا قادر على ان يجعله فاعلا باختياره مع كراهته ، له وبغضه ونفرته عنه ، فكل ما يقع من العباد بإرادتهم ومشيئتهم فهو سبحانه الذي جعلهم فاعلين له سواء أحبوه او أبغضوه وكرهوه ، وهو سبحانه لم يجبرهم في النوعين كما يجبر غيره من لايقدر على جعله فاعلا بإرادته ومشيئته .
ولا يجوز أن يتصف المخلوق باسم الجبار لما في هذه الصفة من العبث والنقص والذم في حق المخلوقين ،كما قال تعالى (( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار )) وقال تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ((وما أنت عليهم بجبار ) أي مسلط تقهرهم وتكرههم على الايمان
وفي الترمذي وغيره عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة أمثال الذر يطؤهم الناس )
الامام ابن القيم رحمه الله
اللهم يا جبار أجبر كسرنا واجبر ضعفنا يامن هو فوق كل شيء وبيده كل شيء لا تجعلنا من المتكبرين ولا من الجبارين ولا من باب رحمتك مطرودين فلك الكبرياء والعظمة والجبروت اجبر كسرنا واجبر ضعفنا اجبر كسرنا واجبر ضعفنا اجبر كسرنا واجبر ضعفنا
و أجبر امة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
أمين اللهم أمين | |
|